كل المقترحات لإحلال السلام والأمن في العراق لم تنجح، لأن الحل في أيدي جهات مؤثرة عديدة. المصالحة الوطنية بدأت وماتت في مهدها ولن نسمع عنها أي شيء، في هذه الأثناء الصراع يحتدم والحلول تتعقد لأن الأمور لمدة أربع سنوات كاملة، توسعت وأهملت المحاولات في حينها والمؤثرات الخارجية لا يمكن لأحد تجاهلها؛ فهناك التأثير الإيراني الواضح الذي توسع مما اضطر أميركا لأن تطلب على استحياء، محادثات مع إيران وسوريا. ومن الصعب على الدولتين أن تتناسيا في لحظة، كل الخلافات والتهديدات والضغوطات. إيران أبدت تشككها وسوريا رحبت، وهناك مؤتمر سيعقد في تركيا يضم هذه الدول مع أميركا، وأميركا تريد حلاً سريعاً لأنها لم تجد صدى أو ترحيباً صادقاً. وفي هذه الأثناء لا زالت أميركا تضغط على سوريا ولا تبدي مرونة ولا تهدئة ولم تقدم أي شيء يذكر. إن عالم السياسة هو عالم الصفقات وتبادل المصالح، خصوصاً عندما يكون الخصم في ورطة ويتخبط في المستنقع. وهل من المعقول أن تقدم لخصمها حبل النجاة وهو يصارع الأمواج، ومقابل ماذا؟ الملاحظ في الفترة الأخيرة انخفاض لهجة الوعيد والتهديد والتلويح بمزيد من العقوبات بشأن "النووي" الإيراني، ولم نعد نسمع بالسباق إلى مجلس الأمن لمزيد من العقوبات على إيران. التطورات على الأرض كلها تقول إن الشأن العراقي لن يحل عن طريق القوة بل عن الطرق السياسة، هذا ما صرح به وزير الدفاع الأميركي "روبرت جيتس، أما عضو الكونجرس "الديمقراطي" البارز "هاري ريد"، فقد صرح بأن أميركا خسرت الحرب، وعليها أن تسلك الطريق السياسي بالمفاوضات والمحادثات. إن الأمور ساكنة لا تتحرك والأوضاع لا تتحسن وأميركا تضغط على العراق بأن دعمها له محدود، ولابد من المصالحة. منصف أبوبكر - أبوظبي