يبدو أن إسرائيل تحاول أن تعوض الآن بالسياسة، ما خسرته في الصيف الماضي بالحرب! ذلك أن ما يجري الحديث حوله من عملية لتفعيل المبادرة العربية للسلام، وقبل ذلك التنازلات التي قدمتها حركة "حماس" حيث اعترفت بإسرائيل "كواقع"... فضلاً عن التشرذم الذي ينذر بحرب داخلية في لبنان، والتهديد الأميركي بزيادة الحصار على السودان، وفرض عزلة على سوريا، ونذر الحرب الأميركية- الإيرانية القادمة في الخليج... كل ذلك يضع في يد إسرائيل مزيداً من أوراق القوة وأدوات الضغط. فثمة اتجاه عربي نحو التخلي عن حق العودة، كما أن الصمت العربي إزاء الضغوط الحالية على السودان وسوريا، وغياب رؤية عربية فيما يخص الملف النووي الإيراني، وموقف الفرجة إزاء الحصار وسياسة التجويع الأميركية ضد الشعب الفلسطيني... كل ذلك يعني في منطق السياسة تغاضياً عربياً عما يحدث! وأعتقد أنه للرد على تحدٍّ تاريخي كهذا يهدد الأمة العربية وجودياً، يتعين علينا أولاً أن نطلق مبادرة عربية لإنهاء خلافاتنا الداخلية، وأن نشرع فوراً في معالجة نقاط الضعف الأخرى؛ إن لجهة النهوض الاقتصادي، أو لتحقيق الإصلاح السياسي وبناء نظم ديمقراطية حقيقية، أو لجهة إقامة علاقات سوية ومتوازنة مع الخارج. سليمان توفيق - دبي