أصاب "ويليام فاف" حين قال في مقاله "انتخابات الرئاسة الفرنسية وغياب سياسة خارجية واضحة"، والذي نشرتموه هنا يوم الجمعة الماضي، إن المرشحين الرئيسيين في تلك الانتخابات لم يظهِروا اهتماماً يذكر بالسياسة الخارجية وقضاياها ومواقف فرنسا من الأزمات الدولية البارزة؛ كالصراع الفلسطيني- الإسرائيلي والحرب الأميركية في العراق وتوسع الاتحاد الأوروبي وكذلك حلف "الناتو". وكان الكاتب مصيباً جداً حين تحدث عن "نيكولا ساركوزي"، وأطروحاته غير المكتملة في مجال السياسة الخارجية، إذ يسير "ساركوزي" في اتجاه معاكس تماماً لنهج استقلال السياسة الفرنسية إزاء واشنطن، كما أرساه "شارل ديجول"، وسار عليه من بعده تلامذته، وآخرهم جاك شيراك. فـ"ساركوزي" لا يترك فرصة دون أن يؤكد على تماهيه مع السياسة الأميركية ورفضه لعضوية تركيا في الاتحاد الأوروبي وعلى عدائه لحقوق الشعب الفلسطيني... بل إنه بدا خلال زيارته لواشنطن أواخر العام الماضي كما لو كان "كشافاً صغيراً يحيي مدربيه، حيث اعتذر عن فظاظة بلاده في التعامل مع أميركا أثناء غزوها العراق"! ومع أنني أستبعد فوز مرشحة "اليسار" سيجولين رويال، فإن مواقفها هي أيضاً من قضايا السياسة الخارجية تبدو مخيبة للآمال وغير مختلفة في شيء عن مواقف المرشح "اليميني" ساركوزي. لذلك أتفق مع "فاف" في كونها انتخابات رئاسية خلت من "سياسة خارجية واضحة"، فكل ما فيها حول هذا الموضوع، هو استنساخ لسياسات واشنطن أو تعديل بسيط في بعضها، دون أن يحررها من غموضها الأصلي! عمر حامد – القاهرة