الولايات المتحدة منزعجة جداً من السودان بسبب عجز حكومته عن ضبط الأمن في إقليم دارفور، بل إن الرئيس الأميركي جورج بوش شخصياً هدد بتشديد العقوبات على الخرطوم ما لم تنهِ الاضطراب وتحقق الاستقرار وتوطد الأمن في ذلك الإقليم، متحدثاً عن جرائم وعمليات إبادة جماعية وانتهاكات مخيفة، على أيدي الحكومة والجماعات التابعة لها! لكن الغريب في هذا المنطق، ليس فقط ازدواجيته التي تنسيه مأساة الشعب الفلسطيني تحت رحمة آلة القتل الإسرائيلية منذ 60 عاماً، وتراجيديا اللاجئين الفلسطينيين العالقين بين الموت جوعاً والموت ذبحاً على أيدي الميليشيات عند الحدود العراقية مع الأردن أو مع سوريا، وكذلك مأساة 300 ألف نازح هجروا من مقديشو في الأيام الأخيرة إلى العراء على أيدي حلفاء واشنطن..! كل ذلك ليس مهماً بأي حال، لكن ألا يجب أن نسأل: هل استطاعت الدولة الأعظم، وهي تحتل العراق بقرابة 200 ألف عسكري يملكون أحدث الأسلحة، أن تضبط الأمن وتحقق الاستقرار في ذلك البلد؟ دارفور أكبر من العراق، والأطراف التي تمد المعركة الدائرة هناك بالمال والسلاح أطراف معروفة للجميع! فارس نويهض - بيروت