ربط الدكتور بهجت قرني في مقاله "العراق ومذبحة جامعة فرجينيا" (الاتحاد، الجمعة 20 أبريل 2007)، بين موضوعين لا تبدو علاقتهما بديهية في أذهان الكثيرين، لكنني أعتقد أن الكاتب وفق إلى حد كبير في ربطه بين الحادثين. وكما نعلم من خلال استطلاعات الرأي طوال الأعوام الثلاثة الأخيرة، فإن الرأي العام الأميركي يشعر بخيبة أمل كبيرة إزاء غزو العراق، كما بات يفتقد الثقة في كل ما تقوله إدارته وما تعلنه، إضافة إلى أن معنوياته أصبحت تتآكل بسبب النزيف البشري والاقتصادي الذي تعانيه الولايات المتحدة من جراء حرب لم تحقق أياً من الوعود التي اتكأت عليها كمبررات أو ذرائع لشنها أصلاً، بل اتضح أن الشركات الكبرى هي المستفيد الوحيد من وراء العملية كلها، وأن المواطن الأميركي صار ضحية لارتفاع أسعار المحروقات، ولتقليص المخصصات المتعلقة ببعض الخدمات في قانون الميزانية... ومن ثم فهو لا يرى الآن أكثر من عملية عبثية مليئة بالنصب وخالية من المعنى؛ وقد فقد الثقة في كل ما حوله، وأخذت تصيبه الأمراض النفسية،؛بدءاً من فقدان التوافق وانتهاء بالاكتئاب وكوابيس النوم والأوهام الرسالية... إلا أن تأثير حرب العراق والفلسفة التي انطلقت منها، بدا أكثر فداحة على الفئة الشبابية من المجتمع الأميركي، خاصة المراهقين الذين ارتسم في وعيهم أن استخدام السلاح وممارسة القتل، لهدف أو بدون هدف، هما فعلان مقبولان وغير محرَّمين، لاسيما أن السلاح الفردي منتشر ومسموح به في الولايات المتحدة. هكذا ركبت الأجواء النفسية السيئة، على قبول التبريرات المعلنة للحرب (بما يرافقها من قتل وتدمير)، إلى جانب ظاهرة حمل السلاح، لتنشأ عمليات القتل الجماعي على أيدي طلاب المدارس والجامعات الأميركية، كما شهدنا نماذج لها خلال السنوات الأخيرة، أحدثها مجزرة جامعة فرجينيا المأساوية! فمن يتحمل المسؤولية إذن؟ جميل محمد - العين