لفت نظري في مقال الكاتب د. أحمد البغدادي: "مبادئ لا نعرفها... ويا قلب لا تحزن"، المنشور في هذه الصفحات يوم الثلاثاء الماضي حديثه عن فضيحة الفساد المدوية التي ما زال يتخبط فيها بول وولفوفيتز مدير البنك الدولي، وكأن هذا الأخير قد اعترف من تلقاء نفسه بخطئه، واعتذر عنه. والحقيقة أن هذا لم يحصل فوولفوفيتز مُكره على الاعتراف، لا بطل. فقد حشره موظفو البنك الدولي في الزاوية الحرجة بالأدلة القاطعة والأرقام والكشوف والحسابات الدقيقة واضطروه إلى الاعتراف، فاعترف بطريقة أقبح من ذنب، حين هز منكبيه فقط قائلاً إنه "متأسف". وما كان وولفوفيتز ليفعل ذلك لولا معرفته بأنه فوق القانون ما دام رئيس أكبر دولة في العالم يوفر له حماية غير محدودة، وغير مشروطة. إذن الحال من بعضه يا دكتور، فالفساد في العالم الذي سميته أنت "الثالث عشر" وفي الدولة العظمى الوحيدة وفي الهيئات المالية الدولية الكبرى، صنو بصنو، وشبه بشبه. بل إن الفساد في مؤسسة مالية دولية كالبنك الدولي أخطر وأكبر وقعاً ما دام يمس اقتصادات دول بكاملها، ومستقبل أجيال في كثير من الدول الفقيرة. ولذا يمكن القول إن الفساد في العالم "الثالث عشر" هو الفساد الأصغر، وفساد الدول الكبرى هو الفساد الأكبر. وأكثر من ذلك لو تصورنا أن قضية الفساد هذه تورط فيها أميركي عادي وليس عضواً بارزاً في اللوبي الصهيوني فربما لم يكن لتتوفر له تلك الحصانة والحماية ضد القانون الدولي. عادل زكي – أبوظبي