كثيرة هي مشاكلنا التي تتفاقم يوماً بعد يوم وتتعقد بشكل تستعصي فيه على الحلول، ويزداد عسرها على الباحثين. وأمُّ هذه المشاكل هي "مشكلة الفقر" التي تزداد سوءاً يوماً بعد يوم، وفي كل يوم جديد نشهد العديد ممن ينزلون تحت خط الفقر، ولو كانت هناك حلول لهذه المشكلة لشهدنا نزوحاً من تحت خط الفقر لا نزلاً تحته، ولابد أن يكون الأمر كذلك ما دامت الحروب مشتعلة والتفجيرات تزداد يوماً بعد يوم هناك وهناك، وإن كان للدول العربية الحظ الأوفى والنصيب الأكبر من تلك التفجيرات والحروب وبالتالي لها نصيب الأسد ممن يرسفون تحت خط الفقر بلا منازع. عصرنا هو أكثر العصور حروباً ودموية، وبالتالي سيكون أكثر العصور فقراً على الرغم من أنه أكثر العصور ثروات. أين عقل الإنسان؟ بل أين الرحمة -بنفسه- في قلبه؟ آه لو تحولت الأموال التي تُرصد للحروب وتصنيع الأسلحة لصالح الفقراء، ورعاية الإنسان صحياً، إنها أمنية سهلة التحقيق لو أدرك مشعلو الحروب سموّ هذا القرار الذي سيُسعد البشرية ويحول صرخات إلى ابتسامات، يجب أن يتخيلوا هذا المنظر الجميل لتحل الرأفة في قلوبهم وتنخلع منها الأطماع والأحقاد من جذورها لصالح الأبرياء من المدنيين والمحاربين المأمورين غير وهم غير راضين بما خلفوه من دمار وويلات يصيبهم الندم عليها بعد حلولها بالبلاد والعباد. وأخيراً، على مشعلي الحروب إعادة النظر والتفكير لصالح البشرية. سليمان العايدي- أبوظبي