ثمة أمور لا تتبادر إلى الذهن في المبادرة العربية للسلام وفي التحرك العربي لتقديمها إلى الطرف الآخر. فالمبادرة طرحت في قمة بيروت عام 2002، أي قبل خمسة أعوام، وكانت واضحة جداً فيما قدمته للجانب الإسرائيلي؛ أي التطبيع مقابل إعادة الأراضي التي احتلها عام 1967. وكما أن الأراضي المحتلة حينئذ معروفة تماماً، كذلك التطبيع أيضاً، وهو إنهاء المقاطعة العربية لإسرائيل وإقامة علاقات دبلوماسية كاملة بين تل آبيب والعرب. أما ما يبدو ملتبساً بحق فهو التمسك العربي بالمبادرة، بعد أن رفضها الجانب الإسرائيلي، ولم تبد الولايات المتحدة أي اهتمام إزائها، ما يعني في العرف الدبلوماسي رفضاً قطعياً! التحرك العربي لإعادة تقديم المبادرة في الوقت الحالي، يثير التساؤلات، ذلك أن إسرائيل مطلعة على المبادرة منذ يومها الأول، وقد ردت على إقرارها من القمة العربية في بيروت مباشرةً باجتياح الأراضي الفلسطينية وإحكام حصارها وإغلاق الطوق حول مقر الرئيس الراحل ياسر عرفات! ياسر همام- الأردن