لا ندري، هل صادف 9/4 سقوط بغداد أم احتلال بغداد ليلة أن سقطت القنابل التي ألقتها الطائرات الأميركية على بغداد؟ هذا الغزو الذي جاء نتيجة أسباب وحجج واهية ليس لها وجود ولا أساس. والحقيقة أن ذلك قد أوقع أميركا في مواجهة حقيقية مع أعدائها أولاً، مع القوى التي استطاعت أن تستدرج أميركا لتتواجه معها في العراق من حيث لا تدري. الآن بدأ البحث عن خطة للانسحاب من هذا المستنقع الذي وقع فيه هذا الاحتلال الذي وضع هيبة أميركا في الحضيض. وعادة ما يترك المقاوم فجوة، وهذا أسلوب منيع حتى يتمكن المحتل من الخروج منها، ولكن أميركا لم تستغل هذه الفجوة وأمعنت في مشروعها فلم تستطع وضع استراتيجية لمواجهة أعدائها، اعتقاداً منها أن هذه المواجهة هي مواجهة قوات مع قوات عسكرية مسلحة فقط، ولم تستفد من حرب فيتنام لأن هذه المواجهة تتطلب مجهوداً اقتصادياً واجتماعياً وأيديولوجياً، وأنها ليست مواجهة عسكرية فقط. ثم ثانياً، هناك مواجهة لم تكن تتوقعها أميركا، هي حلبة إيران في العراق وهذا أصبح واضحاً للعيان من خلال مطالبة إيران بالمشاركة بحلول عملية في العراق. إنها مواجهة حقيقية سواء اعترفت أميركا أم لم تعترف. هاني سعيد - أبوظبي