ما شهده المغرب العربي من تفجيرات إرهابية أودت بحياة المدنيين الأبرياء في الجزائر والمغرب، يعيد إلى الأذهان شبح العنف الأهوج الذي عرفته بعض البلدان العربية الأخرى في مطلع التسعينيات، أو ما يشهده العراق حالياً من إرهاب عبثي يتأذى به المدنيون الأبرياء. غير أن اللافت في سلسلة التفجيرات الإرهابية الأخيرة هو تمددها إلى آخر القلاع التي كانت إلى وقت قريب بمنأى عن الفكر الجهادي وأيديولوجيته القائمة على العنف. فإذا كانت دول المشرق العربي قد تعرضت للإرهاب في عمليات مروعة كالتي شهدتها مصر والسعودية، ثم امتد إلى الجزائر التي عاشت حرباً أهلية طاحنة سقط فيها الآلاف من الضحايا، فإن المغرب الذي نالته بدوره سياط الإرهاب بعد التفجيرات الأخيرة التي هزت الدار البيضاء يؤكد مدى قدرة الإرهاب على الانتشار السرطاني في جسم الوطن العرب. فرغم أن المغرب الذي عرف باعتداله وسماحة أهله كان على الدوام محصناً ضد تغلغل الفكر الديني المتطرف الداعي إلى العنف وقتل الأبرياء، نجحت عقول الإرهاب المريضة في ترويع سكانه. عبدالقادر بلحمانية - المغرب