ها هو العنف الأعمى يضرب في ساحة أخرى؛ فقد أصبحت منطقة المغرب العربي هدفاً آخر لجيل جديد من الإرهابيين الذين تحركهم دوافع مجهولة إلى تفجير أنفسهم وقتل الأبرياء وإشاعة الخوف والرعب وتهديد الأمن الوطني للدول. بوادر التوتر بدأت منذ فترة قريبة حين حملت الأنباء إعلاناً من "الجماعة السلفية للدعوة والقتال" الجزائرية، تقول فيه إنها غيرت اسمها وأصبحت فرع تنظيم "القاعدة" في المغرب الإسلامي! فالدلالة الأولى للحدث كونه يعني أن الجماعة التي عرفت بعملياتها الدموية طوال السنوات الماضية في الجزائر، انتقلت إلى مرحلة جديدة من تصعيد العنف وإضفاء مزيد منه على ممارساتها، رغم الضعف الذي أصابها من جراء الضربات الأمنية الموجعة. لكن مجرد كونها أصبحت تحمل ذلك الاسم، يعني بالضرورة اتباع الاستراتيجية ذاتها التي رأينا تنظيم "القاعدة" ينتهجها في العراق وأفغانستان ومناطق أخرى، دون التفريق بين هدف وآخر، متحركاً بشهوة الدم التي تجعله يضرب في كل مكان وبأي وسيلة وضد أي كان! عثمان صادق - دبي