في مقاله المنشور يوم الأحد الماضي، وتحت عنوان "الغرب في خدمة المسلمين"، نشرت "وجهات نظر" مقالاً للأستاذ خليل علي حيدر، خلص خلاله إلى استنتاج مفاده التالي: "لم تنحصر استفادة المسلمين من الغرب بالانتفاع من مخترعاته وعلومه فحسب، فقد استفادوا كثيراً من تراثه ونظمه في السياسة والاقتصاد والإدارة". قد يكون ما توصل إليه الكاتب صحيحاً أو نابعاً من انطباعات شخصية، لكن لا يمكن الإعجاب بحضارة الغرب بهذا الشكل، دون التأكيد على أن الحضارة الإسلامية كان لها دور في بناء الحضارة الغربية، فأوروبا كانت تعاني من الجهل والفقر عندما كانت الحضارة الإسلامية في أوج نضارتها. المشكلة تعود فقط إلى الاستعمار الأوروبي الذي تعامل مع العالم الإسلامي كما لو كان غنيمة حرب مستباحة. فبعد الحرب العالمية الأولى وسقوط الدولة العثمانية، أصبح الغرب نموذجاً للقوة العسكرية والتقنية، وأصبح العرب حتى الآن مطالبين بالسير على خطى المعسكر الغربي، والنتيجة هي أن العالم الإسلامي لم ينجح في إحياء حضارته العريقة، وفي الوقت ذاته فشل في اللحاق بركب الحضارة الغربية. يونس توفيق - الشارقة