Journal of Democracy روسيا بوتين وأوهام الغرب قضايا وثيقة الصلة بالتحول الديمقراطي، شملها العدد الأخير من دورية Journal of Democracy التي تصدر عن جامعة جون هوبكنز الأميركية. وتحت عنوان "ديمقراطية الهند بعيدة الاحتمال: صعود السيادة القضائية"، يذهب "براتاب بهانو ميهتا" رئيس مركز البحوث السياسية في نيودلهي إلى القول بأن المحاكم الهندية، وخصوصاً المحكمة العليا قد لعبت -ولا تزال- دوراً متنامياً في الحياة السياسية، وفي إرساء حكم القانون في الهند. غير أن هناك العديد من السلبيات التي تشوب قيامها بهذا الدور، منها على سبيل المثال انشغال القضاة الهنود عن واجبهم الأساسي في إرساء العدالة في البلاد، وهو ما يمكن تبينه بوضوح من خلال حقيقة أن عدد القضايا المتأخرة في الهند قد وصل إلى 20 مليون قضية. ومنها أنه على رغم أن المحكمة العليا في الهند قد كرست وجودها باعتبارها منبراً لمناقشة وإيجاد الحلول لمشكلات السياسات العامة في البلاد، فإن المبادئ التي تحكم حركتها في هذا الإطار، قد أصبحت أقل وضوحاً مما كانت عليه. ومنها أن بعض القضاة، قد أباحوا لأنفسهم استغلال سلطاتهم في الافتئات على دور السلطة التنفيذية، وتهميش دور ممثلي الشعب. ويؤكد الكاتب في نهاية مقالته أن الهند ليست البلد الوحيد الذي غدت السلطة القضائية تلعب فيه دوراً متنامياً في تسيير دفة الحكم، بل إن الوضع ذاته ينطبق في السنوات الأخيرة على العديد من البلدان. وتحت عنوان محاربة مؤسسة الـ"كي.جي.بي" يرى "جاري كاسباروف" بطل العالم السابق للشطرنج ورئيس ما يعرف بـ"الجبهة المدنية المتحدة" في روسيا حالياً أن نظام الرئيس فلاديمير بوتين الضابط السابق بجهاز الـ"كي.جي.بي"، وعلى عكس ما تعتقد قطاعات عريضة من الشعب الروسي يقود البلاد نحو أزمة عميقة، وذلك بعد أن روج لخرافة تحقيقه للاستقرار في البلاد بعد سنوات "بوريس يلتسين" المضطربة، كي يدفع الكثيرين في روسيا وفي الغرب أيضاً إلى التغاضي عن انتهاكاته في العديد من المجالات، وبشكل أخص في المجال الذي يهمه أكثر من غيره، وهو قطاع الصناعة النفطية الذي يعرف جيداً أن سيطرته عليه ستضمن استمرار تدفق الأموال الطائلة التي ستساعده على إدامة سلطته. ويدعو الكاتب الغرب إلى وضع نهاية لهذه الخرافة، ولخرافة أخرى، وهي أن روسيا قد أصبحت عضواً في نادي الدول الديمقراطية، لأن مثل هذه الخرافات تقدم أوراق اعتماد سياسية للكريملن، يعمد فيما بعد إلى استخدامها ضد معارضيه في الداخل. كما يدعو الكاتب الغرب أيضاً إلى التوقف عن الادعاء بأن هناك حواراً يجري بين الغرب وروسيا في حين أن الجميع يعرفون أنه لا توجد لغة تفاهم مشتركة بين الغرب والكريملن، والتوقف كذلك عن التعامل مع نظام بوتين الاستخباراتي البوليسي وفقاً لنفس القواعد التي يتم بها التعامل مع دول ديمقراطية مثل ألمانيا وكندا. الموقف الأدبي: السياب وشعر ابن خلدون استهل العدد الأخير من دورية "الموقف الأدبي" التي يصدرها "اتحاد الكُتاب العرب" بدمشق، بافتتاحية خصصها رئيس التحرير للحديث عن الروائي حنا مينة، واشتمل العدد أيضاً على مجموعة من الدراسات أولاها كتبها د. سعد الدين كليب تحت عنوان: "الوعي النقدي والتنظير الأدبي عند حنا عبود"، وقد استهلها بقوله: "يبدو الحديث عن حنّا عبود مجازفة، أو هو أشبه بالمجازفة. فليس ثمة باب واحد، فندخله متأملين أو دارسين أو ناقدين، ونرتاح إلى ما فعلنا. بل ثمة أربعون باباً عريضاً، وراء كل بابٍ حكاية رجل، عانى الثقافة وعياً وسلوكاً وهدفاً ذاتياً واجتماعياً". تليها دراسة أخرى طريفة للدكتور علي الحداد وجاءت بعنوان: "الكتابة على ورق المودة الأبيض... رسائل السياب إلى أدونيس"، تحدث فيها عن 12 رسالة تبادلها مبدع العراق الكبير مع الشاعر أدونيس كانت آخرها مؤرخة بـ24/12/1964 أي قبل 3 أشهر فقط من وفاة السياب، ولعلها آخر مراسلاته الكثيرة مع الأدباء، وهي المراسلات التي جمعها ماجد السامرائي ونشرها في كتاب بعنوان: "رسائل السياب". وقد "احتوت رسائل السياب إلى أدونيس موضوعات وأفكاراً شتى، فيها الذاتي الذي يخصه أو يخص صديقه، وفيها ما يود الإشارة إليه من الأمور الأدبية المتعلقة بشعره أو بشعر أدونيس، وغير ذلك من الأفكار الثقافية التي كانا يتبادلانها".‏ كما شمل العدد دراسة أخرى طريفة بعنوان: "ابن خلدون شاعراً"، لمحمد الغزي لفت فيها إلى جانب لم يوله الدارسون اهتماماً كبيراً من عبقرية العلامة ابن خلدون، وهو كونه شاعراً مبدعاً. هذا إضافة على دراسات أخرى عديدة منها: "تجليات الخطاب البلاغي" للدكتور أحمد دهمان، و"ألف ليلة وليلة: جدة في الرؤية وسعة في المعرفة" لجمانة طه، و"خصائص خطاب السرد في روايات إبراهيم الكوني" للدكتور محمد الباردي، و"مركزية الانتماء الوطني في شعر نزار قباني" للدكتورة مها خير بك ناصر، و"التناص في شعر أبي تمام" لحكمت النوايسة. كما ضم العدد باقة من النصوص الشعرية والقصصية العربية والأجنبية المترجمة. وفي باب "أقواس" نصادف موضوعات منوعة منها: "فلاديمير مايكوفسكي: صوت الثورة وضحيتها" لإبراهيم استنبولي، و"أدغار ألن بو: الشاعر الذي ظل مسكوناً بالموت حتى موته" لفاطمة النداف. وفي باب "أعلام" نقرأ مادة بعنوان: "شاكر مصطفى أديب المؤرخين" للدكتور عزت السيد أحمد، وأخرى عن "عمر بهاء الدين الأميري... 1916- 1992"، لفواز حجو. وفي باب "شرفات" نقرأ مادة بعنوان: "شرق... وغرب" لمحمد راتب حلاق. هذا إضافة إلى العديد من الأبواب والمقالات الأخرى المنوعة.