اعتبر الكاتب الأميركي ويليام فاف في مقاله: "أميركا وأوهام الدولة الأيديولوجية" المنشور في هذه المساحة يوم أول من أمس (الأربعاء) 11/4/2007، أن أميركا أصبحت "دولة أيديولوجية" تتخبط في أوهام وتهيؤات الأيديولوجيا، في وقت تخلت فيه الدول الأيديولوجية التقليدية عن هذه الأوهام، خاصة بعد سقوط الاتحاد السوفييتي السابق، وبعد اتجاه الصين التدريجي إلى اقتصاد السوق. وإذ أتفق كقارئ مع هذا الطرح الذكي الذي قدمه "فاف" أرى أن هنالك بعداً آخر للمسألة لم يتناوله في مقاله، وهو أن أميركا لم تتحول إلى "دولة أيديولوجية"، وإنما تحولت في الواقع إلى "دولة دينية" يسيطر عليها الصهاينة المسيحيون، ويوجهونها لتحقيق أكثر نبوءاتهم سوداوية وخطراً. هذه هي الحقيقة، فأميركا تخلت عن الأيديولوجيا عندما كانت دولة ليبرالية تسعى للدفاع عن العالم الحُر وعن القيم الديمقراطية وحقوق الإنسان، وأصبحت منذ مجيء الإدارة الحالية دولة تسخّر كل قوتها لتحقيق غايات اللوبي الصهيوني والصهيوني المسيحي بالسيطرة على العالم، وعلى شعب وثروة أميركا نفسها. عبد المجيد رضوان - أبوظبي