قمة مخيّبة للآمال في جنوب آسيا... وقلق أسترالي في أفغانستان ------------ زيارة رئيس الوزراء الصيني لكوريا الجنوبية، وتعزيز المشاركة العسكرية الأسترالية في أفغانستان، والإعلان الإيراني عن النجاح في تخصيب اليورانيوم على نطاق صناعي، وحصيلة قمة منظمة دول جنوب آسيا للتعاون الإقليمي... موضوعاتٌ أربعة نعرض لها بإيجاز ضمن قراءة سريعة في بعض الصحف الدولية. "زيارة رئيس الوزراء الصيني": تحت هذا العنوان، نشرت صحيفة "ذا تايمز" الكورية الجنوبية افتتاحية عددها ليوم الاثنين، والتي خصصتها لتسليط الضوء على أبعاد الزيارة التي قام بها رئيس الوزراء الصيني "وين جياباو" مؤخراً إلى كوريا الجنوبية. وهي الزيارة التي تأتي بعيد توقيع سيئول على اتفاقية للتجارة الحرة مع واشنطن، التي تعد شريكها التجاري الثاني بعد بكين. وفي هذا السياق، استعرضت الصحيفة مراحل تطور علاقات التعاون بين كوريا الجنوبية والصين ومجالاتها منذ إنشائهما لعلاقات ثنائية قبل 15 عاماً، وفي مقدمتها المبادلات التجارية. وهنا أشارت الصحيفة إلى أن البلدين يهدفان إلى رفع حجم مبادلاتهما التجارية إلى 200 مليار دولار بحلول 2012، معتبرة أن من شأن اتفاقية للتجارة الحرة بين البلدين أن تُسرع بتحقيق هذا الهدف قبل ذلك الموعد. ومن جهة ثانية، اعتبرت الصحيفة أن إقامة خط عسكري ساخن أمر مرغوب فيه بالنظر إلى "الوضع الأمني المتقلب" في هذا الجزء من العالم، وعلى اعتبار أن من شأن تعزيز التعاون العسكري تلافي اصطدامات عرضية في أعالي البحار بسبب حقوق الصيد أو النزاعات الترابية. بيد أن الصحيفة اعتبرت أن أكبر عقبة أمام مسيرة البلدين نحو تحقيق شكل أكبر من أشكال التعاون هو "تحريف الصين للتاريخ"، وقراءتهما المختلفة لماضي البلدين المشترك. أستراليا وأفغانستان: أفردت صحيفة "ذا أستراليان" افتتاحية عددها لأول أمس الأربعاء للتعليق على قرار كانبيرا إرسال 300 جندي إضافي إلى أفغانستان، ليصل بذلك عدد القوات الأسترالية هناك إلى نحو 1000 جندي منتصف العام المقبل، وهو ما اعتبرته الصحيفة خطوة ضرورية على درب تحقيق استقرار دائم في هذا البلد الذي مزقته الحرب. واعتبرت الصحيفة أن تعزيز القوات الأسترالية العاملة في أفغانستان يمثل مؤشراً على مرحلة جديدة أكثر حزماً، حيث إن المسؤولين العسكريين الكبار واثقون من أن قوى التحالف ستنجح في إخضاع مقاتلي "طالبان" وإرساء الاستقرار في البلاد. غير أنها أشارت إلى أن ثمة انتقادات مستمرة لعدد الجنود الأوروبيين المنتمين إلى "الناتو" من غير البريطانيين، والالتزام المحدود لبعض الدول، وهو ما رأت أن من شأنه أن يهدد سلامة الجنود الأستراليين العاملين في جهود إعادة الإعمار. إلى ذلك، رأت الصحيفة أنه إذا كانت زيادة الالتزام الأسترالي في أفغانستان أمراً جيداً ومناسباً، فإنها تعكس في الوقت نفسه فشل الحكومة الأفغانية، التي ما زالت تواجه عراقيل في فرض سلطتها خارج العاصمة كابول، وفشل المجتمع الدولي في إدارة جهوده على نحو جيد. لتخلص إلى ضرورة مضاعفة هذه الجهود، ومن ذلك ضرورة تعاون الحكومة الباكستانية التي "في مراقبة حدودها سهلة الاختراق مع أفغانستان، حتى لا تكون ملاذاً آمناً لمقاتلي طالبان والمتعاطفين معهم". إيران والمجتمع الدولي: خصصت صحيفة "تشاينا ديلي" افتتاحية عددها لأمس الخميس للتعليق على إعلان إيران مؤخراً عن نجاحها في تخصيب اليورانيوم على نطاق صناعي، وتمكنها من تشغيل 3000 جهاز طرد مركزي، وهو ما يمثل ضعف العدد المعلن عنه سلفاً بعشر مرات تقريباً. الإعلان، أثار استياء وتشككاً واسعين من قبل المجتمع الدولي. وفي هذا الإطار، أشارت إلى الدعوة التي وجهها أمين عام الأمم المتحدة "بان كي مون" إلى طهران من أجل الالتزام بقرارات مجلس الأمن الدولي، مضيفة أن كل بلد عضو في الأمم المتحدة ملزمٌ بالالتزام التزاماً كاملاً بقرارات مجلس الأمن الدولي، ومعبرة عن أملها في أن تستجيب إيران لدعوة المسؤول الأممي. إلى ذلك، أشارت الصحيفة إلى أن المواجهة بين إيران والمجتمع الدولي لن تخدم أياً من الطرفين، مضيفة أن هذا الأخير ملتزم بإيجاد حل متفاوض بشأنه للمشكلة النووية الإيرانية، وأن هدف المفاوضات هو التوصل إلى اتفاق شامل مع إيران، قائم على الالتزام بالشرعية الدولية. واختتمت بالقول إن على إيران أن تُظهر للعالم رغبتها في تبديد مخاوف المجتمع الدولي، معبرةً عن أملها في أن يتمكن الطرفان من إيجاد طريق يحظى بقبولهما معاً. "قمة مخيبة للآمال": كان هذا هو العنوان الذي انتقته صحيفة "ديلي تايمز" الباكستانية لافتتاحية عددها ليوم الخميس، والتي أفردتها للتعليق على حصيلة قمة منظمة دول جنوب آسيا للتعاون الإقليمي التي انعقدت في العاصمة الهندية نيودلهي يومي الثالث والرابع من أبريل الجاري. وفي هذا السياق، رأت الصحيفة –مثلما يشير إلى ذلك عنوان الافتتاحية- أن نتائج القمة كانت مخيبة للآمال، حيث "الجميع ألقى كلمات رائعة وأشاد بفكرة المنظمة الإقليمية، إلا أنه لا شيء ملموساً خرجت به القمة". الصحيفة أوضحت أن اتفاقية منطقة للتجارة الحرة بين دول جنوب آسيا تصدرت قائمة المواضيع التي ناقشتها القمة، إلا أنها رأت أن باكستان خيبت الآمال عبر تمسكها بـ"موقفها القديم المتمثل في رهن أي تقدم على المستوى الاقتصادي بحل النزاعات السياسية". وفي هذا الإطار، قالت الصحيفة إن رئيس الوزراء الباكستاني شوكت عزيز كرر على مسامع الجمهور أن باكستان لا تخشى التبادل التجاري مع الهند بدليل تجارتها مع الصين التي أغرقت بضائعُها الأسواقَ الباكستانية. كما نقلت الصحيفة عن المسؤول الباكستاني قوله إن بلاده استثنت مشروع أنبوب الغاز الإيراني من النزاعات الهندية-الباكستانية متسائلة: "لماذا لا يتم استثناء مشكلة كشمير أيضاً". واختتمت بالقول إن باكستان تستطيع أن تُظهر للرأي العام الداخلي أن المضي قدماً في المفاوضات بشأن التجارة الحرة لا يعني التنازل عن موقفها بخصوص كشمير. إعداد: محمد وقيف