أختلف كثيراً مع ما جاء في مقال الدكتور أحمد البغدادي وعنوانه: "استراتيجية السلام: الخيار المزعج" الذي نشر في هذه الصفحات يوم الثلاثاء الماضي وقد اتهم فيه العقلية العربية بأنها غير مستعدة للسلام مع إسرائيل. والحقيقة أن العكس هو الصحيح، فإسرائيل هي التي لم تنضج نفسياً حتى الآن للدخول في عملية السلام. وأريد أن أسأل الكاتب إن كان سمع أن في العالم دولة غير إسرائيل ما زالت تقول إن حدودها مؤقتة، وإن جنازير دباباتها هي التي ترسم حدودها؟ وأريد أن أسأله من يحتل الضفة وغزة؟ ومن يحتل الجولان وشبعا؟ ومن وقع اتفاقية "أوسلو" وتنكَّر لها وقتل رابين موقعها؟ ومن يقصف بالطائرات بيوت المدنيين في أزقة غزة؟ ومن قتل الأسرى المصريين وارتكب مجازر دير ياسين ودير البقر وقانا وصبرا وشاتيلا؟ هل هم العرب أم الصهاينة؟ إن أكثر ما أزعجني في مقال الدكتور البغدادي هو ترحيله التهم التي توجهها أصابع العالم جميعاً إلى إسرائيل وإسقاطه إياها على العرب. فقدم الضحية على أنه هو الجلاد والجلاد المحتل على أنه هو الضحية. وهذا تصرف غير عادل، وغير مُنصف بأي شكل من الأشكال. والمؤلم أنه يأتي من كاتب عربي أيضاً. نادر المؤيد – أبوظبي