فوائد محتملة من "أزمة البحارة"... و"الثورة البرتقالية" تعود إلى المربع الأول تداعيات أزمة البحارة البريطانيين، وانطلاق قطار الانتخابات الفرنسية، وتطورات الوضع العراقي، والأزمة السياسية التي تواجهها أوكرانيا... موضوعات نلقي عليها الضوء، ضمن إطلالة سريعة على الصحف البريطانية الصادرة هذا الأسبوع. *"بعد العاصفة يمكن للمباحثات أن تبدأ": كان هذا هو عنوان افتتاحية "الأوبزرفر" في عددها الصادر الأحد الماضي، والتي تتناول تداعيات أزمة البحارة البريطانيين، الذين احتجزوا في إيران لبعض الوقت قبل أن تفرج عنهم يوم الأربعاء قبل الماضي. الصحيفة ترى أنه على الرغم من أن إيران قد وظفت هذه الأزمة لمصلحتها إعلامياً وسجلت نقطة دبلوماسية مهمة لصالحها في سياق مواجهتها مع الغرب، فإن التدقيق في تفاصيل وتطورات الأزمة والشكل الذي تم به الإفراج عن هؤلاء البحارة، يقود إلى أن النظام الإيراني غير موحد، وأن هناك جهات معينة بداخله تتصرف من تلقاء نفسها أو تضغط على القيادة لإجبارها على سلوك معين، وخصوصاً "الحرس الثوري"، الذي بدأت بصماته واضحة على كافة تفاصيل الأزمة منذ بدايتها في مياه شط العرب وحتى مراسم الإفراج عن البحارة بحضور أحمدي نجاد الذي يعتبره "الحرس الثوري" من أبناءه البررة، وأن الأزمة تسم النظام بأكمله بالمراهقة السياسية، حيث لا توجد مواجهة عسكرية ولا تهديد بمواجهة عسكرية بين إيران وبريطانيا. ودعت الصحيفة إلى تركيز الاتصالات مع القوى البراجماتية المعتدلة داخل النظام عن طريق الخطوط والقنوات الهاتفية، التي فُتحت بين طهران ولندن وغيرها من العواصم الغربية خلال أزمة البحارة، والعمل كذلك على فتح خطوط وقنوات جديدة، وذلك بعد أن كونت بريطانيا فكرة من خلال الأزمة الأخيرة عن الكيفية، التي يتعين أن تتعامل بها مع القيادة الإيرانية. *"الانتخابات الفرنسية الأكثر أهمية خلال الجيل الأخير": في تعليقها على الانتخابات الرئاسية الفرنسية، التي بدأت حملاتها رسمياً هذا الأسبوع ذهبت صحيفة "الإندبندنت في افتتاحيتها تحت هذا العنوان والصادرة الثلاثاء أول من أمس إلى أنه وعلى الرغم من أن تلك الانتخابات، لا تخرج عن نمط الانتخابات الفرنسية الرئاسية المعتادة، من حيث أنها تنحصر في النهاية في صورة صراع بين "اليمين" و"اليسار" اللذين يمثلهما هنا، "حزب الاتحاد من أجل الحركة الشعبية" الذي يقوده نيكولا ساركوزي (يمين وسط) ومرشحة الحزب الاشتراكي"سيجولين رويال"، فإن الأحزاب الصغيرة قد تلعب دوراً حاسماً من خلال حرمانها أحد المتنافسين الرئاسيين الاثنين من الأصوات، وخصوصاً على ضوء العديد من الأخطاء التي ارتكبها الحزبان في الفترة الأخيرة. وترى الصحيفة أن هذه الانتخابات هي الأهم خلال الجيل الأخير سواء لفرنسا أو للاتحاد الأوروبي، ولمستقبل العلاقات عبر الأطلسي كذلك. *"مقتدى الصدر ولعبة الانتظار": اختارت "الديلي تلجراف" هذا العنوان لافتتاحيتها أول من أمس الثلاثاء، لتعلق على الوضع في العراق في الذكرى الرابعة لاحتلاله، وتقول: إن القوات الأميركية قد منيت بأكبر عدد من الخسائر(10 جنود في اليومين الأخيرين فقط)، والذي يعد الأعنف منذ أن بدأت القوات الأميركية العراقية الخطة الأمنية المشتركة. وأشارت الصحيفة إلى المظاهرات التي اندلعت في النجف والتي تراها دليلاً واضحا ًعلى قدرة الزعيم الشيعي "مقتدى الصدر" على حشد الآلاف من المتظاهرين، وأهميته كرقم لا يمكن تجاهله في معادلة القوة الحقيقية في العراق على الرغم من أنه آثر لاختفاء عن الواجهة في الفترة الأخيرة، بل إن هناك أنباء تحدثت عن لجوءه إلى إيران علاوة على إصداره أوامر لجيش المهدي، الذي يقوده بالنزول تحت الأرض. وعلى الرغم من أن بعض المراقبين يعتبرون كل ذلك دليلاً على التأثير الذي حققته الخطة الأمنية، ترى الصحيفة أن "الصدر" يلعب لعبة الانتظار، وأنه يفضل عدم الوقوف في وجه الموجة الأمنية العالية، لأنه أدرك أن زيادة القوات الأميركية، والبدء في تنفيذ الخطة الأمنية قد جعل العمل صعباً للغاية بالنسبة لمليشياته، وهو ما دفعه لإصدار أوامره لها بعدم مواجهة القوات الأميركية، ما يكشف عن نيته في العودة إلى لعب دور سياسي فاعل مرة أخرى، وإدراكه أنه من الأفضل له أن يمارس لعبة الانتظار خصوصاً بعد القرار، الذي اتخذه الكونجرس بضرورة عودة القوات إلى أميركا خلال 16 شهراً، والذي يعني من وجهة نظره أن الثمرة ستسقط في النهاية في حجره هو دون غيره. *"الثورة البرتقالية تعود إلى المتاريس مرة أخرى": هكذا عنون "ادريان بلومفيلد" مقاله المنشور يوم أمس الأربعاء بـ "الديلي تلغراف"، متناولاً الأزمة الأوكرانية الأخيرة، ويذهب الكاتب إلى أن "الثورة البرتقالية" تبدو هذه الأيام، وكأنها قد عادت مرة أخرى إلى المربع الذي بدأت منه، وهو التمترس في ميدان الاستقلال الشهير في قلب العاصمة "كييف"، الذي انطلقت منه "الثورة البرتقالية" عام 2004. ولكن بترتيب معكوس هذه المرة حيث خرج الآلاف تأييداً لرئيس الوزراء "يانوكوفيتش" في حين لم يخرج سوى عدد قليل للرئيس "فيتكور يوشينكو" الموالي للغرب. ويشير الكاتب إلى فارق آخر، وهو أن الجماهير التي خرجت إبان "الثورة البرتقالية"، قد خرجت بشكل تلقائي عفوي أما الجماهير التي خرجت مؤخراً فقد كانت مدفوعة الأجر حسب اعتراف ممثلين عن تلك الجماهير. ويرى الكاتب إلى أن حل البرلمان لن يخرج الرئيس" يوشينكو" من أزمته، وأن الخيار الوحيد المتاح أمامه في وجه تأييد روسيا لغريمه رئيس الوزراء، هو أن يقوم بتعيين "يوليا تيموشينكو" شريكته في "الثورة البرتقالية" والتي سبق لها تولي منصب رئيس الوزراء. كما يتعين على الرئيس بعد ذلك أن يعمل على إيجاد حل لمشكلته مع روسيا التي تدعم رئيس الوزراء، وذلك من خلال طلب العون من الدول الغربية كي تقوم بالضغط على "فلاديمير بوتين" وإفهامه أن سياساته القائمة على التدخل في الشؤون الداخلية لأوكرانيا، لم تعد مقبولة، ويجب أن يتوقف عنها. إعداد: سعيد كامل