في خطاب لوزيرة الخارجية الإسرائيلية "تسيبي ليفني" أمام "اللجنة الأميركية- الإسرائيلية للشؤون العامة"- "إيباك"، قالت إن إسرائيل وطن لكل اليهود، ثم تحدثت عن كراهية العالم لليهود، وزادتها واحدة، وهي أن على الدول العربية أن تُطبِّع علاقاتها مع إسرائيل دون الانتظار لنتائج مؤتمر السلام. وقاحة ليس لها مثيل صادرة عن امرأة تمثل حكومة ودولة ظالمة، تصريح غريب يأتي في الوقت الذي تشهد فيه معظم عواصم العالم اجتماعات ولقاءات للسلام، وأهمها لقاء في اليابان من أجل السلام الاقتصادي. يأتي ذلك وكأن إسرائيل قد أوفت بالتزامها في استحقاقات السلام، وما تمخضت عنه الاجتماعات السابقة من إخفاقات وتعنت إسرائيلي مع ازدياد العنف والقتل داخل الأراضي المحتلة من قبل هذه الدولة التي تدّعي أنها متحضرة ومتمدّنة، وهي أبعد ما تكون عن الديمقراطية والحضارة والمدنية. أما نحن فما زلنا نركب قطار السلام الذي هو بحاجة إلى وقود حتى يسير، ونتهم أن ثمة سلاماً. وتوهمنا أن كل شيء على ما يرام، وأن إسرائيل في نظر الغرب داعية للسلام وتدعو إليه ليل نهار، أما العرب فهم إرهابيون وأكثر من ذلك، هل يوجد ما يقال في هذا المقام أكثر مما قاله ديك تشيني أمام "إيباك" من أن إسرائيل لم تجد صديقاً داخل البيت الأبيض أكثر من الرئيس بوش، فكأن اسم الرئيس أصبح "بوشيني" كي بجمع بين الاسمين! أما نحن فنقول في النهاية: سيتحدثون عن السلام، إياكم أن تصغوا إلى هذا الكلام، قد صدقتهم يوماً فآوتني الخيام، نفس منطق إجابة "رايس" عندما سئلت عن السلام مع سوريا قالت، لا تفكروا فيه. هاني سعيد - أبوظبي