العجيب أن العالم اليوم يتسابق -على قدم وساق- نحو التسلح النووي، ليضيف للبشرية المزيد من الشقاء والعناء بل والنكبات والكوارث، بدلاً من أن يبحث عن حلول جدية، وعلاجات جذرية لتلك المشاكل الصحية التي تزداد تفاقماً يوماً بعد يوم، ولا بأس أن ينفق العالم اليوم مليارات الدولارات على التسلح النووي الذي فيه دماره وهلاكه، وفي المقابل يتثاقل عن أن ينشئ مصنعاً للأدوية تخفف منتجاته من عناء المرضى المساكين، ولو تبارت الإنسانية نحو هذا الغرض لما وجدت مُعوزاً لدواء ولا منقذاً لعلاج من مرض عضال على المستوى العالمي. والاتجاه نحو التفكير في صحة الإنسان عموماً ليس بالقوة المطلوبة، لأن سباق التسلح أصاب كثيراً من أهل الأرض، فبات الجائع في بعض الدول يحمل رشاشاً أو صاروخاً مضاداً للطائرات... إلخ، ولقد صارت بذلك تجارة السلاح رائجة ومربحة، والمقابل الطبيعي والمتوقع لذلك تدني صحة الإنسان وانتشار أخطر الأمراض. فمن له من أصحاب القلوب الرحيمة ممن يرجون الله والدار الآخرة؟ مَن يمسح دمعة طفل سيرى يُتم أبيه إن لم يحصل على العلاج الذي لا يملك تكلفته الباهظة؟ ومن لتلك المسكينة التي تنوح مسبقاً وتندب حظها على ترملها الوشيك بعد أن فتك السرطان أو السكري أو غيرهما بزوجها وعائلها؟ لقد أصبحت الحاجة مُلحة لتكثيف الاهتمام بصحة الإنسان، خاصة في ظل التطور العلمي والتقني. لكن ذلك يحتاج إلى تمويل المادي الكبير. فلتتضافر الجهود المخلصة علّها تلفت أنظار مشعلي الحروب إلى ما هو أنفع وأفضل للبشرية. سليمان العايدي - أبوظبي