يوم 9 أبريل هو يوم احتلال العراق، الاحتلال الذي مرت عليه الآن أربع سنوات، ونتذكر الشهور والأيام التي سبقت الاحتلال الذي قوبل بمعارضة كبيرة من شعوب العالم كلها، التي خرجت إلى الشوارع شاجبة له. هذا الاحتلال قوبل بمعارضة عدد من الدول الصديقة لأميركا، لاسيما فرنسا التي حذرت من عواقب الاحتلال. لكن أين العراق الآن بعد هذه السنوات المشؤومة التي بشرت خلالها أميركا بـ"شرق أوسط جديد" حُر يتمتع بالديمقراطية والرخاء، ويكون فيه العراق المثل الأعلى الذي يحتذى به في الشرق الأوسط كله. بدايات الاحتلال معروفة، لكن ما تلا سقوط بغداد من فظاعات وفوضى وتوتر يدل على شيء واحد فقط هو أن ساسة الولايات المتحدة كانوا ولا يزالون جاهلين تماماً بالبلد الذي زجوا أنفسهم في بحره وصحاريه ثم أخيراً. والحقيقة أنه كان يتخبط كسفينة تتلاطمها الأمواج العاتية والمدمرة. آلاف الأخطاء ونحن نقف كشهود عيان، إن كل مناحي الحياة دُمرت في العراق... ومئات الآلاف من المدنيين قتلوا والملايين هجّروا قسراً وتشردوا في بعض الدول المجاورة. لم يعد شيء يعمل في العراق، لا كهرباء، لا ماء، لا أمن، لا وقود للحافلات ولا للمواطن العادي. رغم كل تلك الأحداث، فإن بعض العراقيين صرحوا لبعض الفضائيات بأن الوضع أفضل بكثير، لأنه جاء بالحرية والديمقراطية وتحسنت الأمور الصحية والتعليمية، لكن كثيراً من العراقيين يرون أن كل شيء تدهور من الأرواح والبنية التحتية بدرجة لا يمكن تصورها. منصف أبوبكر - أبوظبي