الاستيطان يتوغل في "الضفة"... والبحث عن ثمن معقول لتحرير "جلعاد" مستوطنة يهودية جديدة في الخليل، وتأملات في الأربعين سنة الأخيرة من الصراع العربي- الإسرائيلي، وصفقة تبادل الأسرى بين الإسرائيليين والفلسطينيين... موضوعات من بين أخرى نعرض لها بإيجاز ضمن قراءة سريعة في الصحافة الإسرائيلية. "إنه ليس منزلاً بل مستوطنة": تحت هذا العنوان، نشرت صحيفة "هآرتس" افتتاحية عددها ليوم الأحد، والتي أفردتها للتعليق على إقامة يهود مدينة الخليل لمستوطنة بهذه المدينة الفلسطينية المحتلة عبر اقتنائهم لمبنى ضخم مساحته 3500 متر مربع مقابل- تقول الصحيفة- مبلغ 700000 دولار، انتقلت للسكن فيه 30 عائلة و14 فرداً. الصحيفة أشارت إلى أن وزير الدفاع الإسرائيلي عمير بيريتس أعلن عن نيته إجلاء المستوطنين من المبنى، ولكنها اعتبرت أن الأمر يتعلق في هذه المرحلة بقرار يفتقر لإطار زمني، وإن كان نائب وزير الدفاع - تتابع الصحيفة- توقع أن يتم ترحيل المستوطنين عن المبنى في غضون شهرين، لتخلص إلى أنه "كلما مر الوقت، كلما ازداد المستوطنون عناداً وتمسكاً بالمبنى، وكلما غدا من الصعب إجلاؤهم". ورداً على تصريح المتحدث باسم يهود الخليل، "نعام أرنون"، الذي قال فيه إنهم يعتزمون التصرف بطريقة قانونية هذه المرة، في إشارة إلى عقد البيع، أوضحت الصحيفة أن المستوطنة غير قانونية حتى، وإن كان البيع قد تم بشكل قانوني، على اعتبار أن الخليل– تتابع الصحيفة- أرض فلسطينية محتلة، وأن كل المستوطنات اليهودية في أي موقع محتل لا بد أن تحصل أولا على موافقة "الإدارة المدنية". والحال– تقول الصحيفة- أن لا ترخيص صدر عن هذه الإدارة، ولا ترخيص سيصدر، على ما يبدو، ما دام "بيريتس" على رأس وزارة الدفاع. وعلاوة على ذلك، تقول الصحيفة فإن المستوطنين اليهود في الخليل هم قبل كل شيء مواطنون إسرائيليون، مستنتجة أنه يحق للشرطة أن تقوم بإجلائهم. إسرائيل و"حزب الله": أفادت صحيفة "جيروزاليم بوست" في افتتاحية عددها ليوم الاثنين بأن "حزب الله" لم يتوقف منذ انتهاء حرب الصيف الماضي عن إعادة تسليح نفسه بالرغم من قرار مجلس الأمن الدولي رقم 1701، مذكرة في هذا السياق بمصادرة السلطات اللبنانية لشاحنة محملة بالأسلحة كانت موجهة للحزب، معتبرة أنه كلما سلح "حزب الله" نفسه، كلما زاد احتمال تجدد الحرب في لبنان وسقوط حكومتها الهشة. إلى ذلك، اعتبرت الصحيفة أنه مازال بالإمكان إصلاح ما ورد في قرار مجلس الأمن الدولي رقم 1701 من "أخطاء"، ومن ذلك- تقول الصحيفة- تنصيصه على نشر القوات الأممية لحفظ السلام في جنوب لبنان فقط، وليس على الحدود اللبنانية-السورية أيضاً. إلا أن الصحيفة اعتبرت أنه ما زال من الممكن استدراك هذا الأمر عبر حث لبنان على نشر قوات "اليونيفيل" على طول الحدود اللبنانية-السورية، و"وضع آليات جديدة لفرض احترام حظر الأسلحة مثلما ينص على ذلك القرار الأممي". الصحيفة وصفت رغبة مجلس الأمن الدولي في التحرك رداً على مساعي "حزب الله" إلى إعادة تسليح نفسه بالأمر المشجع، ومن ذلك مشروع القرار الذي تقدمت به فرنسا، والذي وصفته بأنه خطوة في الاتجاه الصحيح؛ غير أنها رأت في الوقت نفسه أن الاعتراف بوجود مشكلة لا يعني حلها، مختتمة بالقول إنه لن تكون لأعضاء مجلس الأمن الدولي فرصة للنجاح في مساعدة لبنان، واتخاذ خطوات حقيقية لتلافي حرب مقبلة، إلا إذا كان تصميمهم كبيراً وقوياً. "أربعون سنة على الطريق": في عددها ليوم الجمعة، نشرت صحيفة "هآرتس" مقالاً للمحلل العسكري الإسرائيلي "زئيف شيف"، عقد فيه مقارنة بين القمتين العربيتين: قمة الخرطوم لعام 1967 وقمة الرياض الأخيرة، معتبراً أن قراراتهما تبرزان تطور الموقف العربي من إسرائيل. فإذا كانت القمة الأولى قد اتفقت على موقف "لا للسلام، ولا للمفاوضات، ولا للاعتراف بإسرائيل" –يقول الكاتب- فقد تطلب الأمر أربعين سنة من الصراع والحروب كي يتوصل العرب أخيراً إلى القرارات التي خرجت بها قمة الرياض. ويرى "شيف" أن ما يجمع بين القمتين هو حقيقة أن كليهما عُقدتا في أعقاب الحرب، إذا عُقدت الأولى في أعقاب حرب الستة أيام، فيما عُقدت الثانية بعد حرب الصيف الماضي. غير أنه أوضح أنه بالرغم من انتصار إسرائيل العسكري على العرب في حرب 1967، فإنها لم تحقق أهدافها السياسية على اعتبار أن "الحرب لم تحقق السلام، واحتلال الأراضي انتقل من المؤقت إلى الدائم". وبالمقابل، يرى الكاتب أن حرب لبنان الأخيرة مع "حزب الله" شكلت "هزيمة سيكولوجية" لإسرائيل، رغم أنها حققت الهدف السياسي المتمثل في إبعاد "حزب الله" عن المناطق الحدودية مع إسرائيل، ونشر الجيش اللبناني جنوب البلاد إلى جانب قوات دولية لحفظ السلام. إلى ذلك، اعتبر الكاتب أن السعودية تمكنت مع مرور السنين من أخذ المكان الذي كانت تحتله مصر على زعامة العالم العربي، مشيراً في هذا السياق إلى إنجازات الرياض، من قبيل "نجاحها في تخفيف ضغط "حزب الله" على حكومة رئيس الوزراء اللبناني فؤاد السنيورة"، وإنجازها في ما يتعلق بالصراع العربي-الإسرائيلي، حيث بات رئيس الوزراء الإسرائيلي اليوم –يتابع الكاتب- يبدي "تجاوباً إيجابياً" مع المبادرة السعودية، واصفاً ذلك بأنه خطوة مهمة إلى الأمام. واستطرد الكاتب قائلاً إن أولمرت فطن لحقيقة أن رفضه للمقترح السعودي سيضر بسمعة إسرائيل الدولية ويقدمها في صورة من يرفض السلام. "ليس بأي ثمن": في مقاله المنشور بعدد يوم الأحد من صحيفة "يديعوت أحرنوت"، كتب "شلومو إينجل" حول صفقة التبادل لإطلاق سراح "جلعاد شاليط"، الأسير الإسرائيلي المعتقل لدى أحد الفصائل الفلسطينية، والتي يفيد عدد من التقارير الإخبارية بقرب موعد تنفيذها. وفي هذا الإطار، قال الكاتب إنه يمكن توقع سيناريو شبيه بصفقة "جبريل" التي أفرج فيها الإسرائيليون عن 1150 "إرهابياً" فلسطينياً مقابل ثلاثة جنود إسرائيليين، والتي رأى أنها تعدت كل حدود المعقول. وتوقع الكاتب أن تكون الصفقة الحالية التي تشرف عليها "أسوأ حكومة في تاريخ إسرائيل" "أسوأ بكثير". أما مبعث القلق-يقول الكاتب- فيكمن في الخوف من أن يؤدي "دفع ثمن غال في إحدى المرات إلى التشجيع على اختطاف المزيد من الإسرائيليين". واعتبر أن مسألة "الثمن المعقول" مسألة في بالغ الأهمية، وينبغي أن تقاس على أساس معيار واحد: "هل الثمن الذي تدفعه الدولة يفاقم الوضع ويشجع على عملية الاختطاف التالية، أم أنه يترك الخطر عند مستواه الحالي؟"، داعيا الحكومة الإسرائيلية إلى بحث هذه المسألة من زاوية المصلحة العامة فقط، وليس من زاوية "الوالد الحنون الذي يسعى إلى الإفراج السريع عن ابنه". إعداد: محمد وقيف