من يقرأ مقال: "الغرب... في خدمة المسلمين"، لكاتبه الأستاذ خليل علي حيدر، يظنُّ أن الغرب لا شغل لعلمائه ومفكريه ومخترعيه سوى التفكير بالكيفية التي يمكنهم بها تقديم أكبر قدر ممكن من الخدمات للإسلام والمسلمين. وقد بالغ الكاتب –فيما أرى- في تذكيرنا بما أنجزته العلوم والاختراعات الغربية، وبالكيفية التي يسَّرت علينا بها سبل حياتنا اليومية. ومع أنني أرى أن ما ذكره الكاتب صحيح جزئياً، وأن للغرب وعلومه واختراعاته أفضالاً كبيرة على الإنسانية، بما فيها العرب والمسلمون، إلا أنني أرى أن سياق كلامه خاطئ، وفي غير محله. فالغرب لم يخترع ما اخترع من أجل سواد عيوننا نحن. والغرب يحجب عنا اليوم –نحن المسلمين بالذات دون سائر العالم- كثيراً من الاختراعات والمعارف، ويغلق علينا طريق النهضة والتقدم، ويحاصرنا معرفياً. والغرب قبل هذا وذاك ليس مع ذلك هو من اخترع كل هذه المنجزات التي يتحدث عنها الكاتب، بل هي نتيجة تراكمات واكتشافات معرفية إنسانية للعرب والمسلمين دور الأسد فيها، ولولا علومنا نحن ومعارفنا لكان الغربيون ما زالوا في ظلام العصور الوسطى، لا يعرفون لعلم الحساب طريقاً، ولا لعلم المناظر سبيلاً. وهذه سُنة الحياة أن تتكامل الأمم والثقافات والحضارات وتتلاقح ولا معنى بعد ذلك لمن يأخذ عمن. منصور زيدان – دبي