قرأت مقال الدكتور رضوان السيد المنشور هنا يوم الأحد 8 أبريل الجاري وكان عنوانه: "لاهوت الأديان والتسامح"، وأود أن أضيف إلى ما جاء فيه أن المشكلة فيما يتعلق بالتسامح ليست في الإسلام ولا في المسيحية، في حد ذاتهما، وإنما هي في التأويلات الخاطئة التي يقوم بها بعض الناس، ويتصرفون في ضوئها. فمثلما أن الكنيسة في القرون الوسطى كان لديها تأويلها الخاص للنص الديني المسيحي، وكانت تحْرق وتسْحل كل من يختلف معه، فإن بعض الفقهاء المسلمين المتزمتين أيضاً يفرضون الآن تأويلهم هم الخاص للنص الديني الإسلامي، ويقصُون دون رحمة كل من يختلف معه. بل وقد يرمونه بالخروج على الدين، ويكفِّرونه. وليست مشكلة حلول التأويلات بدل النصوص قائمة في الأديان السماوية فقط بل هي تمتد أحياناً كثيرة إلى العقائد الأخرى، وأيضاً إلى الإيديولوجيات التي قد يفصِّلها كل على مقاس تحقيق غاياته وأهوائه الخاصة. وما تحتاجه البشرية هو أن تبني أسس التسامح والأخوة الإنسانية على أسس راسخة لا يكون فيها مجال لإساءة تأويل الأديان والإيديولوجيات والعقائد، باختلاف أشكالها وألوانها. عزيز خميس – تونس