المتتبع لتطورات الملف الصومالي، يلاحظ بأن سيناريو أفغانستان يتكرر بحذافيره في الصومال حالياً. فقد تم إسقاط حركة "طالبان" من الحكم في كابول على أيدي قوة غازية، لتبدأ الحركة حرب عصابات ضد الحكومة الأفغانية المدعومة من القوات الغربية. وفي سبيل ذلك قتل آلاف المدنيين الأفغان وروعت مدن وقرى وتعطلت العملية التنموية ودفع الشعب الأفغاني أفدح ثمن من قُوتِه واستقراره، مقابل حسابات تخص "طالبان" وطموح قيادتها لاستعادة الحكم! ويبدو أن الأمر ذاته يحدث الآن في الصومال، حيث تحاول "المحاكم الشرعية" إعادة الكرة ضد القوات الإثيوبية والحكومة الانتقالية اللتين أخرجتاها من معاقلها في المدن الصومالية الرئيسية، وقد فرّ قادتها خارج الصومال، بينما بقيت قيادتها الميدانية في الداخل لتبدأ حرب عصابات من العاصمة مقديشو، ولو كان الثمن دماء المدنيين الأبرياء واستقرار السكان الذين نزح كثير منهم إلى خارج المدينة! محمد الأمين أحمد - دبي