ربما مثل مجرد انعقاد مؤتمر القمة العربية، إنجازاً كبيراً من منظور الحالة العربية التي طالما أدت خلافاتها البينية إلى تعطيل القمم أو تأجيلها، كما أن انتهاء أعمال المؤتمر واجتماعاته دون حدوث مشكلة كبيرة، كما اعتدنا أن يقع في المرات السابقة، هو أيضاً إنجاز بحد ذاته. وإضافة إلى ذلك يجدر بنا أن نقيم عالياً بعض القرارات المهمة التي اتخذتها القمة، كالدعوة إلى التضامن مع الشعب الفلسطيني وكسر الحصار عليه، وإلى حوار مصالحة وطنية عراقية، وإلى إنهاء النزيف الحاصل في الصومال، وكذلك تأكيدها على حماية الهوية العربية، وفك الارتباط الوهمي بين الإسلام والإرهاب... وغيرها من القرارات القيِّمة. بيد أن المشكلة الحقيقية هي أن تلك القرارات لم تصدر ليتم تطبيقها، إذ بدون آلية تنفذ القرار لا يكون هناك قرار بالمعنى الحقيقي، وهذا تحديداً ما ينطبق على قرارات القمة العربية، والتي تفتقد الآلية كما تفتقر إلى صفة الإلزام والوجوب. من هنا يمكنني القول إن جميع القمم العربية في المحصلة النهائية، بلا قرارات أي بلا نتائج أيضاً، ومن ثم فشرطها يغني عنها! رجب سليمان - أبوظبي