لاشك أن الأميركيين يمرون بمأزق حقيقي في العراق، كما أوضح ذلك الدكتور أسعد عبدالرحمن في مقاله "الدوامة الأميركية: الانسحاب أم البقاء؟" (الاتحاد، الجمعة، 6 أبريل 2007). ولعل الولايات المتحدة لم تشهد انقساماً داخلياً حول قضية من قضايا السياسة الخارجية، كانقسامها الحالي إزاء قضية العراق والوجود العسكري الأميركي فيه... حيث تحول الغزو العسكري الذي قادته أميركا ضد العراق في عام 2003، من نصر عسكري باهر، إلى فضيحة أخلاقية وأزمة ضمير إنساني ونزيف مادي وبشري هائل... أطاح بشعبية الرئيس جورج بوش نحو الحضيض! وإذا كان خيار الإبقاء على الوجود العسكري الأميركي في العراق، لا يحظى إلا بتأييد محدود في أوساط الشعب الأميركي الآن، فإن "الديمقراطيين" الذين طالما واربوا في المطالبة الصريحة بسحب القوات الأميركية من العراق، باتوا الآن يعلنون ذلك على الملأ ودون تردد. ويلفت الكاتب انتباهنا إلى نقطة شديدة الأهمية في هذا الصدد، ذلك أن "إشكالية الأميركيين في العراق، مردها أنهم دخلوه دون استراتيجية لمغادرته، ثم تعاملوا مع ورطتهم بنظرة فوقية ترفض الاعتراف بالهزيمة والفشل!". أما السبب الحقيقي، كما أرى، فهو نية البقاء الدائم التي دخل بها الأميركيون إلى العراق، حيث لم يدر بخلدهم أن يأتي يوم يتحتم فيه عليهم الخروج من هناك! نائل معايطة - الأردن