أعجبني مقال الدكتور وحيد عبدالمجيد "أهداف لم تحققها أزمة البحارة البريطانيين"، والذي نشرتموه على هذه الصفحات يوم الخميس الماضي. يربط الكاتب في مقاله بين الأزمة التي أثارها قيام إيران بأسر 15 بحاراً بريطانياً منذ نحو أسبوعين، قبل أن تعود وتطلق سراحهم يوم الأربعاء الماضي، وبين أزمة الملف النووي الإيراني... ليوضح أن الأزمات الكبرى كثيراً ما تخلق على هامشها أزمات صغرى، قد تدفع بأطرافها نحو حافة المواجهة، كما قد تؤدي في أحيان قليلة إلى إيجاد فرص لحلها وتحريك عُقدها المستعصية، وهذا ما يبدو أن أزمة البحَّارة لم تحققه خلافاً لما أرادته طهران! ومع ذلك ثمة مؤشرات أعقبت نشر المقال، تسمح لنا بالقول إن الكاتب تسرَّع في حكمه ذلك، إذ ربما تخبئ كواليس الاتصالات السرية بين إيران والأطراف الغربية، انفراجاً ما في أزمة الملف النووي، لاسيما أن طهران أبدت تعاوناً مع واشنطن ولندن طوال السنوات الماضية، فمن يستطيع الجزم بأن الأطراف الثلاثة لن تستأنفوا تعاونهم ويرسخوه مستقبلاً، وذلك على حساب الدول العربية بطبيعة الحال؟! تضمن المقال كذلك نقطة في غاية الأهمية، حين أشار إلى دوائر الحكم في إيران وطبيعة العلاقة بينها على صعيد اتخاذ القرار، ليوضح أن "الحرس الثوري" هو من قام بعملية الخطف، وأن القيادة السياسية ربما اضطرت لتبني خطوته وتأييدها. ومن المعروف أن "الحرس الثوري" هو إحدى الجهات التي استهدفتها العقوبات الدولية على إيران، لذلك فقد أراد من عمليته الأخيرة أن يوجه رسالة تحدٍّ إلى الغرب... لكن هل وصلت الرسالة؟ وما فائدتها في سياق انشغالاته الحالية؟ هنا يشير الكاتب إلى العراق، لكنني لا أوافقه الرأي! نوفل أكرم - أبوظبي