يزداد الغموض حول طبيعة واتجاه الاتصالات الجارية بين طهران ولندن حول جنود البحرية البريطانية الـ15 الذين احتجزتهم إيران في مياه شط العرب قبل عدة أيام. فبعد اللهجة الحادة التي ردت بها بريطانيا على الحادث وما أطلقته من توعد وتهديد، مقابل التصرف الإيراني بإذاعة اعترافات لبعض الجنود الأسرى، والتهديد بمحاكمتهم على خلفية الإدعاء بأنهم انتهكوا سيادة المياه الاقليمية الإيرانية... فقد بدأت الأمور في هذا الملف تأخذ منحى أكثر هدوءاً وأقل توتراً. وربما يوحي ذلك التحول، بصفقة محتملة بين لندن وطهران، قد يقايض بموجبها الجانب الايراني حرية البحارة بتعهد بريطاني حول الملف النووي لإيران والذي أصبح بيد الدول الكبرى دائمة العضوية في مجلس الأمن الدولي. فمن المحتمل جداً أن تضطر لندن إلى التعامل مع الابتزاز الإيراني في قضية البحارة التي تمثل مصدر حرج كبير لحكومة توني بلير، خاصة أن الذرائع التي اعتمدت عليها في غزو العراق، اتضح كذبها من أولها إلى نهايتها! نوفل ضاهر- بيروت