رأى الدكتور وحيد عبدالمجيد في مقاله الذي نشر على هذه الصفحات يوم أمس الثلاثاء، وعنوانه "المواطن العربي... وقمة الرياض"، أن استطلاعات الرأي التي أجرتها وسائل الإعلام حول مدى اهتمام ذلك المواطن بالقمة العربية الأخيرة، هي مجرد "تحصيل حاصل"، وأنا أوافقه تماماً في ذلك الرأي. بمعنى أن المواطن من مشرق الوطن العربي إلى مغربه، لم يعد لديه ما يجعله مهتماً بالقمم العربية وقراراتها، ليس لأنه بلا مشاكل أو لأنه يعيش دون أزمات تطحنه وتهدد وطنه، ومن ثم تحتاج قرارات قوية من القمة وقادة الأمة، بل لأن تلك القمم عودته أن لا تتخذ أي قرارات حقيقية وجادة وفاعلة! يرى الدكتور وحيد أن سبب الفجوة الهائلة بين المواطن العربي والشأن العام، هو نوع النظم السياسية العربية ذاتها، أكثر مما يتعلق بالنظام الإقليمي العربي، رغم أن الأخير هو حاصل جمع تلك النظم! لكني أعتقد أن المواطن العربي هو الأكثر اهتماماً بالشأن العام في سائر أنحاء العالم، وأن اهتمامه يتجلى في تفاعله غير المحدود مع المحن التي يتعرض لها أشقاؤه في فلسطين والعراق ولبنان والسودان والصومال... وأن من لا يكترث بتلك القضايا هو الأنظمة ذاتها! صحيح أن نوع أو طبيعة النظام السياسي، إن لجهة سماحه بحريات التعبير والعمل السياسي أو لجهة إيمانه بالروابط والقضايا القومية، تمثل محدداً رئيسيا في تعاطي المواطنين مع القضايا العامة واهتمامهم بالقمة وقراراتها. لكن لأن الشرطين غير متحققين في معظم الأنظمة العربية الراهنة، لذلك نلاحظ فتوراً من جانب المواطن العربي إزاء القمم العربية، لأنه ببساطة لا يأمل منها شيئاً ولهذا لا يهتم بها أصلاً! شاكر محمد- دبي