لفت نظري في هذا المقال الذي كتبه المفكر الفرنسي باسكال بونيفاس تحت عنوان: "أوروبا الموحدة والمزج بين النعومة والخشونة"، والمنشور هنا يوم الأحد الماضي، قيامه بالتمييز بين نوعين من القوة أحدهما القوة "الخشنة" والثاني القوة "الناعمة"، وتأكيده في الوقت نفسه أن أوروبا تراهن على القوة الناعمة وليس على غيرها. وهذا الكلام صحيح تماماً لأن القارة العجوز منذ خرجت من الحرب العالمية الثانية بكل أهوالها اكتشفت أن الرهان الحضاري الحقيقي هو على السلام وليس على الحروب والكوارث والأطماع والتوسع وغيرها مما كان وبالاً على الشعوب الأوروبية، وعلى العالم أجمع. ويبقى فقط أن يستلهم التجربة الأوروبية الأميركيون الذين ما زالوا يعوِّلون على القوة الخشنة والعنيفة لحل المشاكل الدولية، ويعرفوا أن تحول القارة الأوروبية إلى قارة سلام وتعايش وتآخٍ في الإنسانية وتبادل للمنافع الاقتصادية بين الشعوب والأمم أفضل وأكثر جدوى مئة مرة من النهج الأحادي الأميركي القائم على الحروب الاستباقية، والغزوات الخارجية وتهديد السلام والأمن في العالم. بوعلام الأخضر – باريس