مقال الأستاذ محمد السماك المنشور يوم الجمعة الماضي تحت عنوان "أميركا وسياسة الليمونة المعصورة"، يلخص جانباً مهماً جداً في سياسة أميركا الخارجية، التي تقوم على استغلال مزايا الحلفاء وتحميلهم كل ما يمكن من أدوار، على أن يتم التخلي عنهم في أقرب فرصة سانحة إما لتغير الأجندة الأميركية أو لظهور حلفاء جدد أكثر "جدارة" أو بالأحرى "أكثر استجابة" لسياسات واشنطن. المهم أن يستفيد العالم من تجارب سابقة للولايات المتحدة مع حلفائها، خاصة وأن لغة المصالح هي التي تطغى دائماً. صحيح أن الولايات المتحدة لها مصالح استراتيجية، لكن من المهم ألا تكون هذه المصالح أهم من المصالح العربية الآنية أو المقبلة. على سبيل المثال يدفع العرب باتجاه تسوية عادلة للقضية الفلسطينية، وبالفعل بذل العرب جهوداً مضنية لتحقيق السلام، رغم الصلف الإسرائيلي المدعوم أميركياً، فهل مصالح أميركا لدى إسرائيل أهم من مصالح الأخيرة لدى العرب؟ بالتأكيد لا لأن العرب في نهاية المطاف كتلة سكانية واقتصادية أهم بكثير من المنظور الاستراتيجي والتجاري من الكيان الإسرائيلي، لكن الوضع المقلوب يعود سببه إلى اللوبي الصهيوني الذي نجح في استلاب الأجندة الأميركية لصالح إسرائيل. غير أن أميركا أيضاً تريد استنزاف إسرائيل من خلال استخدامها كأداة لضرب أعداء أميركا، وهو ما ظهر جلياً في الحرب الأخيرة على لبنان، ما يعني أن منطق استنزاف الحلفاء هو السائد في واشنطن. بيومي إسماعيل - أبوظبي