لا شك أن الضربات الأخيرة التي وجهتها القوات الدولية العاملة في أفغانستان ضد حركة "طالبان"، كانت ضربات موجعة وإن لم تكن قاتلة. فقد منيت الحركة بخسائر كبيرة، وتعرضت لهزائم في أكثر من موقعة، ولم تكن أضعف الضربات ضدها، وقوع الناطق باسمها في الأسر بعد نحو أسبوعين فقط على مقتل أحد قادتها العسكريين البارزين والذي كان ضابط الاتصال بين الحركة وتنظيم "القاعدة". صحيح أن ما أصاب "طالبان" سيشلها لبعض الوقت، وقد يؤثر على الروح المعنوية لمقاتليها، وسيكون له انعكاسه المباشر على خططها وقدراتها التسليحية... لكنه قد لا يكسر شوكتها نهائياً. وهذا ما ترجحه تصريحات القادة العسكريين لقوة "الإيساف" حين تحدثوا عن الحاجة إلى زيادة عديد القوات الأجنبية في أفغانستان، قائلين إنه إذا ما تحقق ذلك فقد يتطلب القضاء على "طالبان" نحو سنتين قادمتين. والمؤسف حقاً أن الضربات ضد "طالبان" كانت على أيدي قوات "الناتو"، وليست بأيدي قوات أفغانية، فذلك مما ينزع عن المواجهة الحالية جزءا من مصداقيتها، ويؤثر على نظرة الأفغان إلى حكومتهم في كابول بقيادة حميد كرزاي. عوض محمد- القاهرة