دفء في العلاقات اليابانية الصينية... ومخاوف من تراجع الاستثمارات الكورية دفء في العلاقات الصينية-اليابانية، وتحذيرات من تراجع الاستثمارات الداخلية في كوريا الجنوبية، وقراءة في المشهد السياسي الروسي على ضوء الانتخابات الرئاسية عام 2008... موضوعات، من بين أخرى، نعرض لها بإيجاز ضمن قراءة في بعض الصحف الدولية. * العلاقات الصينية-اليابانية: أفردت صحيفة "تشاينا ديلي" الصينية جزءً من افتتاحية عددها أمس الاثنين، للتعليق على حصيلة الجولة السابعة من الحوار الاستراتيجي الصيني-الياباني التي اختتمت السبت الماضي، والتي ميزتها "الابتسامات التي ارتسمت على وجوه أعضاء الوفدين". الصحيفة رأت أن ثمة بالفعل ما يدعو إلى الابتسام، على اعتبار أن الحوار الاستراتيجي الذي أطلقه البلدان في مايو 2005، عقب تدهور علاقاتهما الثنائية، "لعب دوراً مهماً في حل عدد من المشاكل السياسية وتحسين العلاقات الثنائية". كما أشارت إلى أن المسؤولين الصينيين ونظرائهم اليابانيين انكبوا خلال هذه المحادثات التي تواصلت على مدى ثلاثة أيام على بحث سبل "الحفاظ على زخم العلاقات الثنائية الآخذة في التحسن ونسج علاقات مفيدة بالنسبة للجانبين". إلى ذلك، أشارت الصحيفة إلى الظروف المحيطة بهذه الجولة من الحوار الاستراتيجي بين البلدين، والتي تأتي عقب زيارة قام بها رئيس الوزراء الياباني "شينزو آبي" إلى بكين في أكتوبر المنصرم، وقبل الذكرى السنوية الخامسة والثلاثين لتطبيع علاقاتهما الدبلوماسية، والزيارة التي من المرتقب أن يقوم بها رئيس الوزراء الصيني "وين جياباو" إلى طوكيو في أبريل المقبل... وهي زيارات قالت الصحيفة إنها ستساهم بقوة في الدفع بعلاقات البلدين إلى الأمام. واختتمت الصحيفة افتتاحيتها بدعوة بكين وطوكيو إلى العمل أكثر على بناء الثقة الاستراتيجية التي تعد "أساسية في علاقة مفيدة بين الجانبين"، وذلك بعد أن وُضعت العلاقات الصينية-اليابانية على مسارها الطبيعي. * "درس لكندا في العلاقات الهندية-الأميركية": تحت هذا العنوان، نشرت صحيفة "تورونتو ستار" الكندية مقالاً لكاتبه هارون صديقي، تناول فيه موضوع تطور علاقات الهند مع الولايات المتحدة بصفة خاصة والعالم بصفة عامة، موضحاً أن هذا التطور والتحسن لم يأت على حساب استقلالية القرار الهندي أو مقابل خضوع نيودلهي لإملاءات خارجية من هذا الطرف أو ذاك. وهكذا، أشار الكاتب إلى أن الهند والولايات المتحدة قررتا دفن خلافاتهما القديمة وبناء شراكة قوية، لتصبح بذلك واشنطن حليفاً سياسياً وتجارياً هاماً لنيودلهي، خصوصاً بعد أن قرر الرئيس الأميركي جورج بوش التغاضي عن القوانين الدولية ومد الهند بالتكنولوجيا والوقود النوويين. ولفت الكاتب إلى أن التطور في العلاقات بين الهند والولايات المتحدة يأتي في سياق عام يتميز أيضاً بتحسن في علاقات الهند مع روسيا، إذ وقعتا الخميس الماضي اتفاقية تبني بموجبها روسيا أربعة مفاعلات نووية لصالح الهند، مع احتمال دخول البلدين في شراكة لإنتاج المقاتلات الحربية والصواريخ، إضافة إلى حقيقة أن الهند بدأت بتطبيع علاقاتها مع جيران وخصوم مثل الصين وباكستان، كما عززت شراكتها التجارية مع الاتحاد الأوروبي. الكاتب أوضح أنه رغم هذا التعاون الوثيق الذي يطال مختلف الأصعدة، فإن نيودلهي قاومت الضغوط الأميركية الرامية إلى حمل الهند على استعداء إيران على خلفية البرنامج النووي للأخيرة، كما رفضت إلغاء مشروع إنشاء أنبوب للغاز الإيراني إلى باكستان يمر عبر أراضيها، تنفيذاً لرغبة أميركية... بمعنى آخر فإن علاقات الهند الخارجية تتمتع بالاستقلالية ولا تأتي على حساب مصالحها القومية. * "تقلص الاستثمار الداخلي في كوريا الجنوبية": كان هذا العنوان الذي انتقته صحيفة "ذا تايمز" الكورية الجنوبية لافتتاحية عددها ليوم الأحد الماضي، والتي دقت فيها ناقوس الخطر محذرةً من تراجع الاستثمارات الداخلية في البلاد والتي أضحت تفضل وجهات أخرى كالصين حيث المناخ الاستثماري أكثر جاذبية. تقول الصحيفة: "والأدهى أن ذلك يحدث في وقت تعرف فيه الاستثمارات الأجنبية في البلاد ركوداً وجموداً". وفي هذا السياق، نقلت الصحيفة عن وزارة المالية والاقتصاد قولها إن حجم استثمارات الشركات الكورية الجنوبية في الخارج بلغ 18.4 مليار دولار، أي بزيادة 104% مقارنة مع 2005؛ في حين بلغ حجم الاستثمارات الأجنبية في البلاد 11.2 مليار دولار، أي بانخفاض 2.9% مقارنة مع العام السابق. الصحيفة حذرت أيضاً من أن تراجع الاستثمار يتسبب في انخفاض الوظائف والرواتب، وهو ما يتسبب بدوره في تقلص القدرة الشرائية وحجم الاستهلاك اللذين يؤديان بدورهما إلى تراجع الاستثمارات، مشيرة إلى أن هذه "الحلقة المفرغة" هي المسؤولة عن تراجع النمو الاقتصادي. أما بخصوص أسباب هجرة رؤوس الأموال الكورية الجنوبية إلى الخارج، فقد عزتها الصحيفة إلى "البيئة الاستثمارية غير المشجعة"، ومن ذلك ارتفاع أسعار العقار، والزيادة المفاجئة وغير المضبوطة في الرواتب، وجملة من القوانين غير المحفزة... لتخلص إلى أنه من غير المبالغة القول إن "السياسة الأخيرة للحكومة تعمل على طرد الشركات من البلاد"، داعية حكومة سيؤول إلى اتخاذ الخطوات الكفيلة بتنشيط وتحفيز الاستثمارات الداخلية قبل فوات الأوان. * "الاستمرار على نهج واحد": هكذا عنونت صحيفة "موسكو تايمز" الروسية مقالاً نشرته في عددها الصادر أمس الاثنين، لكاتبه ريتشارد لوري، الخبير في الشؤون الروسية، والذي خصصه لقراءة في المشهد السياسي الروسي على ضوء الانتخابات الروسية المقررة عام 2008 لاختيار رئيس جديد للبلاد. وفي هذا السياق، أوضح الكاتب أن روسيا، وخلافاً للولايات المتحدة، ترغب في الاستمرار على نفس النهج الذي بدأه الرئيس الحالي فلاديمير بوتين، مدللاً على كلامه بمعدلات التأييد الشعبي لبوتين والتي تناهز 70%، وعلى اعتبار أن الناس راضون عن تنامي قوة البلاد ورخائها ومكانتها على مدى السنوات السبع الماضية، إضافة إلى أن روسيا –يواصل الكاتب- مازالت ضعيفة وهشة لركوب مغامرة تبني تغييرات جذرية. إلى ذلك، رجح الكاتب أن الرئيس المقبل للبلاد لن يأتي من خارج الوسطين السياسي أو الأمني، مستبعداً قدومه من قطاع المال والأعمال أو الجيش أو المعارضة، سواء لبرالية أو شيوعية أو قومية. ليخلص إلى أن المرشحين الأوفر حظاً هم النائب الأول لرئيس الوزراء دميتري ميدفيديف، ووزير الدفاع سيرجي إيفانوف، ومدير المخابرات الروسية نيكولاي باتروشيف، مرجحاً احتمال فوز هذا الأخير على اعتبار أنه في سن بوتين، كما ينحدران من مدينة "سانبطرسبرج"، ويرأس نفس الجهاز الذي رأسه بوتين سابقاً... مختتماً مقاله بالقول: "لا يستطيع المرء إيجاد أكثر من هذا الاستمرار". إعداد: محمد وقيف