مطلوب رئيس جديد لروسيا... وعودة الدف لعلاقات الصين واليابان ------------- خلافة الرئيس بوتين على رأس الكرملين، وسبل تطوير العلاقات الصينية اليابانية، وصعود المد القومي في تركيا وتهديده لمستقبلها، ثم آفاق المشاركة الكندية في مهمة حفظ السلام في أفغانستان، قضايا نعرض لها ضمن جولة سريعة في الصحافة الدولية ------------- "بناء نظام آمن للخلافة": كتب المحلل السياسي الروسي ألكسي بوسدنوف مقالاً أمس الخميس في صحيفة "ذي موسكو تايمز" تناول فيه مسألة خلافة الرئيس بوتين التي تشغل بال السياسيين الروس هذه الأيام، مع اقتراب الانتخابات الرئاسية المزمع عقدها في شهر مارس من عام 2008. وإزاء هذا الاستحقاق الذي ينتظر روسيا يثير الكاتب مجموعة من الأسئلة من قبيل: من سيخلف الرئيس بوتين؟ وإلى أي جهة ستميل الكفة: هل إلى الجناح الليبرالي داخل الكرملين، أم إلى نظيره المحافظ والأقل انفتاحاً؟ بيد أن المشكلة الأساسية في نظر الكاتب ليست من سيتولى منصب الرئاسة بعد ي، بقدر ما يتعلق الأمر بالطريقة التي سيحكم بها الرئيس القادم البلاد والنهج السياسي الذي سيتبعه. وبعبارة أخرى يتساءل الكاتب: ما الذي سيضمن للرئيس بوتين أن من سيحل مكانه لن يغير سياساته التي عمل على ترسيخها منذ 2000؟ ينطلق الكاتب من هذه التساؤلات ليسلط الضوء على بعض أوجه القصور التي تعتري عملية صنع القرار في روسيا متمثلة في مركزية منصب الرئيس المفرطة وسلطاته المتضخمة. هذا الواقع، يقول الكاتب، يزرع بذور عدم الاستقرار في صلب النظام السياسي ليصبح من الصعب على الرئيس التعايش مع إدارة تعارض آراءه، لكنها عاجزة على تغييرها. أما النتيجة فلن تخرج عن اثنتين إما سعي الرئيس إلى كسب الحلفاء والموالين من داخل النظام السياسي، أو نشوب حرب أجنحة مدمرة قد تشل عملية اتخاذ القرار. "العلاقات الصينية- اليابانية": بهذا العنوان استهل "فيج زاوكوي"، الباحث الصيني المتخصص في الدراسات اليابانية مقاله المنشور يوم الخميس على صفحات "تشاينا ديلي" مستعرضاً فيه العلاقات الصينية- اليابانية وطرق تمتين أواصرها. يبدأ الباحث بالإشارة إلى ما لاحظه من عودة الدفء مجدداً إلى العلاقة بين الجارين الكبيرين بعد الفتور الذي سادها خلال فترة رئيس الوزراء الياباني السابق. وبينما يؤكد الكاتب على ضرورة ارتكاز العلاقات بين الصين واليابان على المصالح الوطنية لكلا البلدين، يشدد على ضرورة تركيز الصين في علاقاتها الخارجية مع جارتها على احترام مصالحها الوطنية، وخاصة تلك القضايا الأساسية التي تشغل بال السياسيين اليابانيين. ولأن الصين واليابان تتقاسمان نفس الإقليم والمنطقة في جنوب شرق آسيا فإن تطور علاقاتهما محكوم، كما يقول الكاتب، بعملية التفاعل بينهما، إذ يعتمد تحسن علاقات الصين مع اليابان على سلوك هذه الأخيرة إزاء الصين والعكس صحيح من خلال علاقة تبادلية بين الطرفين. وفيما يتعلق بقضية التنافس بين الصين واليابان للسيطرة على المنطقة وبسط النفوذ في المحيط الإقليمي يُذكر الكاتب بأن بناء تكتل اقتصادي قوي وفعال لا يتطلب بالضرورة بروز قائد أوحد مسيطر، ضارباً المثل بالاتحاد الأوروبي الذي يعتبر التجربة الاندماجية الأكثر نجاحاً من الناحية الاقتصادية دون زعامة دولة بعينها. ولترسيخ أواصر التعاون بين البلدين يقترح الكاتب إقامة مشروعات اقتصادية مشتركة تنأى عن الخلافات السياسية وتستند إلى الجدوى الاقتصادية. "صعود القومية التركية": في مقاله المنشور يوم الأربعاء على صفحات "توركيش دايلي نيوز" تطرق الكاتب التركي مصطفى أكيول إلى ظاهرة تفشي التعصب القومي داخل تركيا على خلفية مقتل الصحفي من أصل أرمني "هرانت دينك" في 19 من الشهر الجاري. الكاتب ينتقد لجوء بعض المعلقين في الصحافة التركية إلى إلقاء اللوم على مخطط خارجي تقف وراءه أيادٍ خفية تسعى إلى تشويه صورة تركيا والنيل من سمعتها على الساحة الدولية، معتبراً أن هذا النوع من الحجج ما هو في الواقع سوى إخفاء للحقيقة المتمثلة، حسب رأيه، في صعود مد قومي متعصب يقترب كثيراً من الفاشية التي شهدتها أوروبا في الثلاثينيات من القرن المنصرم. ورغم نفي الكاتب وجود علاقة عضوية بين الأتراك والأيديولوجية القومية المتعصبة، إلا أنه يؤكد الجذور التاريخية لأفكارها في المجتمع التركي بعد أن استوردها مثقفوه من أوروبا. وفي هذا الإطار يورد الكاتب أسماء بعض الرموز الثقافية التركية التي أعجبت بالنموذج الفاشي في ألمانيا وإيطاليا في بداية القرن المنصرم مثل "رجب بيكر". ويذكر الكاتب كيف تحول الانتماء التركي من فكرة تنبنى على الثقافة المشتركة والمواطنة، كما أرادها مؤسس تركيا الحديثة كمال أتاتورك، إلى فكرة عرقية يتم تمجيدها على حساب الأجناس الأخرى. وهكذا عقدت تركيا في 1932 مؤتمراً "علمياً" أشاد بالصفات الجسدية للجنس التركي، مؤكداً انتسابه إلى الجنس الآري الأوروبي. لينتهي الكاتب إلى خلاصة مفادها أن العدو قابع في الداخل وليس دائماً يأتي من الخارج. "الأسئلة المطروحة في أفغانستان": خصص الكاتب إيريك مورس مقاله المنشور يوم الأربعاء في صحيفة "تورنتو ستار" لموضوع أفغانستان وما يثيره في نفوس الكنديين من قلق حول مستقبل قواتهم في تلك البلاد البعيدة. وهذا القلق ناجم، حسب الكاتب، عن غياب نقاش داخلي جاد حول الأهداف الحقيقية للحرب في أفغانستان، والطريقة الأمثل لإنهائها والعودة إلى أرض الوطن. وفي خضم النقاش الذي يفتحه الكاتب يشير إلى فرضيتين مغلوطتين يسعى إلى تفكيكهما وقلب التصورات بشأنهما بعدما ترسختا لمدة طويلة في الأذهان لتقتربا من المسلمات البديهية. الفرضية الأولى تقول إن قوات حلف شمال الأطلسي ستهزم في النهاية أمام قوات التمرد، لأن التمرد دائماً يلحق الهزيمة بالقوات النظامية كما تشير إلى ذلك تجارب الحروب السابقة. لكن الكاتب يرى أن مجرد منع "طالبان" من تحقيق أهدافها وبسط سيطرتها هو انتصار لقوات التحالف وهزيمة منكرة لهم. بعدها ينتقل الكاتب إلى تفنيد الفرضية الثانية التي تعتبر بناء مؤسسات الدولة هو الهدف النهائي في أفغانستان بينما الواقع، كما يرى الكاتب، أن أفغانستان لم تتوفر قط على مؤسسات الدولة طيلة الفترة السابقة، بل كانت مجموعة من العشائر المختلفة تعيش فوق أرض واحدة ليصبح بالتالي مسعى إقامة دولة ناجحة غير ذي معنى. إعداد: زهير الكساب