دعوة لاستفتاء فلسطيني... والمستقبل لـ"السياسات الخضراء" الاحتقان الفلسطيني الراهن وكيفية التصدي له، ومؤشرات على عودة تنظيم "القاعدة" لممارسة نشاطه الدولي، وخطة الرئيس بوش الجديدة في مجال الرعاية الصحية، ثم أخيراً مستقبل العمل السياسي في المملكة المتحدة وعلاقته بسياسات "الخضرة"... موضوعات نعرض لها ضمن قراءة أسبوعية في الصحافة البريطانية. الاستفتاء العام الفلسطيني في مقاله المنشور يوم أمس الأربعاء بصحيفة "الإندبندنت"، قدم سامي عبد الشافي، اقتراحه الخاص بإجراء استفتاء شعبي فلسطيني عام، ترتفع فيه أصوات الفلسطينيين أنفسهم، بشأن اعترافهم أو عدم اعترافهم بحق إسرائيل في البقاء. وقال الكاتب إن ذلك هو ربما كان الطريق الأفضل للخروج من مأزق الاحتقان السياسي الحالي، بين حركة "حماس" و"منظمة التحرير الفلسطينية". وورد في تفاصيل المقال، أن لقاء يوم الأحد الماضي، الذي تم في العاصمة السورية دمشق، بين الرئيس الفلسطيني محمود عباس وخالد مشعل، رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس"، لم يشر بعد إلى ما يخفف من وطأة الخلافات السياسية العميقة بين "فتح" و"حماس". كما أن تفجير مكتب قناة "العربية" الفضائية في مدينة غزة ليلة الثلاثاء الماضي، قد بدد أية آمال في إمكانية استعادة الأمن والنظام والقانون هناك. وثمة من يرى أنه لا توجد أي ضمانات لاستمرار حكومة وحدة وطنية، تقوم على عقد انتخابات مبكرة، وفق ما دعا إليه "أبو مازن"، في شهر ديسمبر الماضي. ويعلل هؤلاء رأيهم بالقول إن معارضة حركة "حماس" وغيرها من الفصائل الفلسطينية الأخرى لهذا الاتجاه، ستقف حجر عثرة أمام هذا المسعى الوحدوي في الوقت الراهن على الأقل. بل إنه لا يستبعد استئناف المواجهات وأعمال العنف الدموي بين "فتح" و"حماس"، ما ينجم عنه انقسام في حركة "فتح" نفسها، إضافة إلى ما يحدثه من انشقاق كبير في صفوف الفلسطينيين عامة. ولما كان ذلك هو الحال، فلعل من الأفضل إجراء استفتاء شعبي عام، يجيب فيه الفلسطينيون عن سؤال واحد فحسب، ألا وهو: هل توافقون على حق إسرائيل في البقاء، شريطة أن تعترف هي من جانبها بحق الفلسطينيين في البقاء أيضاً؟ وقال الكاتب إنه وفيما أقر الرأي العام الفلسطيني، حق إسرائيل في البقاء، فإن ذلك سيساعد في رأب الصدع السياسي الحالي، بين "حماس" و"فتح،" ويرسم خريطة طريق جديدة للعمل السياسي المشترك بينهما. نذر عودة تنظيم "القاعدة" في العدد الأخير من مجلة "ذي إيكونومست"، قال الكاتب "كلوديو مونوز"، إن قادة أجهزة الاستخبارات في العالم يبدون قلقاً متعاظماً على مؤشرات عودة تنظيم "القاعدة" للعمل، وتفعيل شبكاته الإرهابية ونشرها على نطاق أوسع مما كانت عليه في السنوات الست الماضية. وكانت الرأي السائد أنه قد تم القضاء على تنظيم "القاعدة"، إثر إسقاط حكومة "طالبان" الأفغانية، وبالتالي حرمانه من معسكرات التدريب ومن قواعده الأفغانية الآمنة التي كان ينطلق منها، إلى جانب إرغام قادته على الاختباء في كهوفهم الجبلية، الواقعة في منطقة ما في الحدود الباكستانية. غير أن تصاعد نيران الحرب الأهلية في أفغانستان، مع ما تحمله من مؤشرات عودة قوية لحركة "طالبان" نفسها، إضافة إلى ما ورد في تصريحات وتقارير "ديم إليزا ماننجهايم بولر"، مسؤولة وكالة M15 الأمنية البريطانية، من الكشف عن وجود 200 خلية إرهابية، بعضوية 1600 من المشتبه بهم في بريطانيا، والتحقيقات الجارية الآن حول 30 خطة إرهابية، وكذلك محاكمة "زرين باروت" في بريطانيا في شهر نوفمبر الماضي، وإدانته بتهمة محاولة استخدام قنبلة إشعاعية قذرة، وتنفيذ تفجيرات إرهابية في العاصمة لندن، وقبل ذلك ما تعرضت له لندن وعدد من العواصم الأوروبية الأخرى من هجمات، وصولاً إلى الكشف عن محاولة تفجير الطائرات الأميركية المتجهة من لندن إلى الولايات المتحدة، عبر المحيط الأطلسي. وإلى ذلك كله، تضاف مؤشرات تفريخ العراق لآلاف الإرهابيين والمقاتلين الجدد المتحالفين على نحو أو آخر، مع تنظيم "القاعدة"، وكذلك الحال نفسه مع ما يجري في الحرب الأهلية الدائرة في الصومال ومنطقة القرن الأفريقي. وذلك ما دعا جون "نيجربونتي" رئيس وكالة الاستخبارات المركزية المنتهية مدته، وكذلك زميلته البريطانية "ديم إليزا ماننجهايم بولر"، وغيرهما إلى التحذير من خطر عودة تنظيم "القاعدة" للنشاط والعمل بقوة أكبر مما كان عليها في السنوات الست الماضية. سياسات بوش وتردي الرعاية الصحية لقد كنت مخطئاً في تفاؤلي باحتمال أن يأتي خطاب الرئيس بوش الأخير عن "حالة الاتحاد" بما يعطي أملاً جديداً في تحسين مستوى الرعاية الصحية للشرائح الفقيرة والمستضعفة من المجتمع الأميركي، بصفة خاصة. ذلك هو ما قاله "إزرا كلاين"، في مقال نشرته صحيفة "الجارديان" في عددها الصادر يوم أمس الأول. ولكن الكاتب عاد ليستدرك قائلاً إن ما بدر له كما لو كان خطة لرفع الضرائب المفروضة على الشرائح الاجتماعية الموسرة، بغية إعادة توزيع عوائدها على الفئات الاجتماعية الفقيرة، بما يسهم في تحسين مستوى الرعاية الصحية التي تتلقاها، لم يكن سوى أضغاث أحلام لا أكثر. والحقيقة هي أن السياسات الجديدة المعلنة، إنما صممت لإرغام الفئات المستضعفة، على التكيف مع مستوى رعاية صحية أرخص وأسوأ بكثير مما كانت تتلقاه من قبل. المستقبل للسياسات الخضراء ذلك هو ما أقرته صحيفة "ذي أبزيرفر" في افتتاحية عددها الأخير ليوم الأحد الماضي، بتعليقها على إعلان شركة "تيسكو" الأسبوع الماضي، عن اعتزامها إلصاق ديباجة خاصة بأسعار الكربون على جميع منتجاتها من الوقود، بحيث يتمكن المستهلكون من قياس الأثر الذي يتركه استهلاكهم لمختلف أنواع الوقود على البيئة والغلاف الجوي. إلى ذلك فقد ربط الكاتب بين هذه السياسة، وما يجب على إدارة بوش عمله في تبني سياسات جديدة للطاقة، على أن يكون هدفها الرئيسي هو تخليص أميركا من إدمانها لوقود النفط، والاتجاه صوب السياسات الخضراء في مجال الطاقة. وقال الكاتب إن مستقبل النجاح السياسي، أضحى رهيناً الآن بمدى قدرة القادة السياسيين على الاخضرار. إعداد: عبد الجبار عبد الله