"الخوف" يؤجج التوتر النووي بالشرق الأوسط...وعباس يفقد قوته في مواجهة "حماس" انتقادات لإيهود أولمرت بسبب ضعف إدارته، ودعوة لإعادة تأهيل "مجلس الأمن القومي" الإسرائيلي، وقراءة إسرائيلية في الواقع السياسي الفلسطيني ... موضوعات من بين أخرى نعرض لها بإيجاز ضمن قراءة في الصحافة الإسرائيلية الصادرة هذا الأسبوع. "احكم أو غادرْ" تحت هذا العنوان القوي الموجه إلى رئيس الوزراء إيهود أولمرت، نشرت صحيفة "هآرتس" افتتاحية عددها ليوم الجمعة الماضي، والتي انتقدت فيه ما اعتبرته ضعفاً من أولمرت في إدارة شؤون البلاد، وأخذت على حكومته افتقارها إلى الانسجام والتنسيق. ففي افتتاحية شديدة النبرة، اعتبرت الصحيفة أن أولمرت بات غير قادر على أداء مهامه لأنه "لا يستطيع الإمساك بزمام الأمور وقيادة البلاد"، مضيفة أن الحكومة باتت "تبدو كتجمع يحدث بالصدفة ويفتقر إلى قضية مشتركة، كل واحد فيها يغني على ليلاه". كما عابت الصحيفة على أولمرت عدم حسمه للأمور وافتقاره إلى الصرامة والحزم. وفي هذا السياق، قالت الصحيفة "إذا كان رئيس الوزراء يعتقد أن على قائد أركان الجيش المستقيل دان حالوتس أن يبقى؛ فكان عليه أن يدعمه؛ وإذا كان يعتقد أن "عمير بيريتس "هو الشخص المناسب لتولي حقيبة الدفاع، فكان عليه أن يعمل معه بانسجام وتنسيق"، ورأت أن عدم حسم أولمرت في هذه الأمور هو الذي جعل انتقادات الجمهور تتكاثف إلى النحو الذي بات يشتكي منه أولمرت اليوم. الصحيفة أشارت أيضاً إلى أنه لا يمكن تعيين قائد جديد لأركان الجيش ما دام وزير الدفاع لا يحظى بثقة الحكومة والجمهور والجيش، لتخلص إلى أنه إذا كان أولمرت لا يستطيع فعل شيء حيال هذا الأمر، فإن "المرء لا يدرك الهدف من تحالف موسع كذاك الذي تمثله حكومته". "إيران تتصرف بدافع الخوف" هكذا عنونت صحيفة "يديعوت أحرونوت" المقال الذي نشرته ضمن عددها ليوم الأحد الماضي لكاتبه "درور زيفي"، الأستاذ بقسم "دراسات الشرق الأوسط" التابع لجامعة بن غوريون، والذي جادل فيه – مثلما يشير إلى ذلك عنوان المقال- بأن طموحات إيران النووية إنما تعزى بالأساس إلى عامل الخوف على اعتبار أن إسرائيل تمتلك السلاح النووي، على غرار باكستان ذات الأغلبية السُنية، والولايات المتحدة بوجودها العسكري في العراق وأفغانستان، تحد إيران من الشرق والغرب، وروسيا التي تحد إيران من الشمال؛ ليخلص إلى أن طهران اليوم ترى بأن من شأن السلاح النووي أن يمكِّنها من مواجهة هذه التهديدات ندا لند، والتصرف كقوة إقليمية. الكاتب حذر من أن من شأن الخوف أن يجر على المنطقة بكاملها ويلات الصدام والدمار على اعتبار أن سعي إيران إلى تطوير سلاح نووي بدافع الخوف من شأنه أن يحث إسرائيل على توجيه ضربة استباقية إلى إيران بسبب الخوف أيضاً من قنبلة إيرانية محتملة، مشددا بالمقابل على ضرورة البحث عن وسائل لتبديد المخاوف الإيرانية والإسرائيلية على حد سواء. وفي هذا السياق، يرى "زيفي" أن على إسرائيل أن تراجع سياستها النووية "الغامضة" وتقترح فتح منشآتها النووية أمام المفتشين الدوليين، على أن يشمل ذلك جميع دول المنطقة مثل إيران وباكستان. أما الهدف– يقول الكاتب- فلا يكمن فقط في التوصل إلى توافق ومنع إيران من تطوير أسلحة نووية، بل وأيضاً في تسريع عملية تغيير النظام، نظرا لأن الهوة بين النظام والشعب–يتابع الكاتب- ما فتئت تتعمق، ولأن النظام يستعمل "ذريعة الحيف النووي" لحشد الدعم الشعبي. محمود عباس و"حماس" نشرت صحيفة "يديعوت أحرنوت" في عددها ليوم الاثنين الماضي مقالا لكاتبه "روني شكيد" أفرده لقراءة المشهد السياسي الفلسطيني في ضوء التجاذب السياسي المتواصل بين "حماس" والسلطة الفلسطينية؛ وخلص فيه الكاتب إلى أن عباس فقد الكثير من القوة في مواجهة "حماس"؛ حيث يرى "شكيد" أن إعلان رئيس السلطة الفلسطينية في البداية عن إجراء انتخابات مبكرة، وعدوله بعد ذلك عن إصدار مرسوم رئاسي بهذا الخصوص خشية اندلاع حرب أهلية، ثم عودته إلى تبني فكرة تشكيل حكومة وحدة وطنية من جديد مؤشر على تراجعه أمام "حماس". كما اعتبر الكاتب أن الزيارة التي قام بها محمود عباس إلى دمشق والتقى خلالها بالرئيس الأسد أتت بعكس ما كان مؤملاً منها، حيث "لم تعمل سوى على زيادة شرعية الأسد في التدخل في الشؤون الفلسطينية الداخلية". وعلاوة على ذلك –يضيف الكاتب- فقد أثارت زيارة عباس لدمشق حفيظة الولايات المتحدة، ووجهت صفعة لإسرائيل. بالمقابل، يرى الكاتب أن قوة "حماس" ما فتئت تكبر وتزداد، بعد استفادتها من الـ 200 مليون دولار من مستحقات الضرائب الفلسطينية التي أفرج عنها رئيس الوزراء الإسرائيلي مؤخراً، والتي ساعدت "حماس"- يقول الكاتب- على تقليص عبء الميزانية، وزادت من شعبيتها. "إصلاح مجلس الأمن القومي" دعت صحيفة "جيروزاليم بوست" في افتتاحية عددها ليوم الخميس إلى إصلاح وإعادة تأهيل "مجلس الأمن القومي" الإسرائيلي على اعتبار أن هذا "الجهاز المغمور" قادر على تحسين عملية صنع القرار في إسرائيل. أما مناسبة هذا الحديث، فهو اجتماع لجنة المراقبة التابعة للكنيست يوم الأربعاء الماضي لبحث تقرير المفتش العام ميشا "ليندن شتراوس" حول "المجلس"، والذي خلص فيه إلى أن رؤساء الحكومات الإسرائيلية يفضلون استشارة فرقهم المساعدة أثناء عملية صنع القرار، بدلا من اللجوء إلى هيئة استشارية خاصة. الصحيفة رأت أن الهدف من "مجلس الأمن القومي" هو تقديم مصدر "موضوعي" للقرارات، لا يفتقر إلى المعرفة المهنية ولا يخضع للتأثيرات السياسية؛ غير أنها لفتت في الوقت نفسه إلى أن "مجلس الأمن القومي" ليس معصوماً من الخطأ. وبعد أن أوضحت الصحيفة أن الجمهور حين ينتخب قيادته، فإنه ينتظر منها القيام بالحكم الصحيح في أوضاع وسياقات صعبة، علما بأنها مدعومة من قبل مهنيين موثوق بهم يساعدونها ويمنحونها الأدوات اللازمة لتقييم توصيات المؤسسة الأمنية وآرائها، لفتت إلى أنه من المفروض أن تأتي السياسات من فوق، وليس من الهيئات المكلفة بتطبيقها كالجيش مثلاً. غير أنها اعتبرت أنه من الصعب على "الفوق" أن يتخذ قرارات صائبة بدون مساعدة محللين مهنيين، لتخلص إلى أهمية "مجلس الأمن القومي"، معتبرة أنه من الصعب تقدم عملية صنع القرار في إسرائيل في غياب هذا المجلس، بصرف النظر عن الشخص الذي يشغل منصب رئيس الوزراء. إعداد: محمد وقيف