إرهاصات "حرب نجوم" جديدة... ولا حلول عسكرية للمعضلة العراقية أوروبا فقدت الثقة في روسيا كمصدر للحصول على الطاقة، ومخاوف أميركية من قدرات الصين الفضائية، والحلول العسكرية وحدها لا تكفي لاستقرار العراق، والصين تسعى لزيادة واردتها!... موضوعات نعرض لها ضمن إطلالة سريعة على الصحافة الدولية. "أوروبا والطاقة وروسيا": هكذا عنون "جواين ديير" مقاله المنشور في "جابان تايمز" اليابانية يوم الجمعة الماضي، وقد أشار خلاله إلى أن المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل لديها موقف تجاه روسيا يختلف تماماً عن مستشاري ألمانيا السابقين، وربما يعود السبب في ذلك إلى أن "ميركل" قد ترعرعت في ألمانيا الشرقية التي كانت خاضعة، إبان الحرب الباردة، للهيمنة السوفييتية. "ديير"، وهو صحفي مستقل مقيم في لندن، يرى أن "ميركل" لا تعادي روسيا، فهي تتكلم الروسية بطلاقة، لكن في 8 يناير الجاري، وعندما قطعت روسيا فجأة إمدادات النفط عن ألمانيا وعن بلدان أوروبية أخرى، بسبب نزاع بين موسكو وجارتها بيلاروسيا، علقت المستشارة الألمانية بسرعة على السلوك الروسي، قائلة: "هذا غير مقبول، لأنه من دون التشاور على تصرف من هذا النوع، فإن الثقة المتبادلة تتزعزع". وهذا التصريح يُعد الأشد الذي يطلقه مسؤول ألماني تجاه القيادة الروسية منذ انهيار الاتحاد السوفييتي قبل 15 عاماً، كما أن تصريحات "ميركل" التي سبقت تولي ألمانيا رئاسة الدورة الحالية للاتحاد الأوروبي، تشي بأن شيئاً ما تغير في العلاقات الألمانية- الروسية. الكاتب لفت الانتباه إلى أن الاتحاد الأوروبي بدأ التفكير في مراجعة حساباته في مجال الطاقة، خاصة بعد التوترات التي شهدتها القارة العجوز جراء الخلافات الروسية مع أوكرانيا العام الماضي، ومع بيلاروسيا مطلع العام الجاري، حيث من المفترض أن تكون أوروبا الموحدة قد استوعبت درساً مفاده أنه من غير المنطقي الاعتماد على روسيا الاتحادية في الحصول على مصادر الطاقة، فمن روسيا يأتي 42% مما تستهلكه أوروبا من غاز طبيعي. الكاتب تطرق إلى تصريحات أدلت بها "ميركل"، تفيد بأن على ألمانيا إعادة النظر في خطتها المرحلية الخاصة بإنتاج الطاقة النووية بحلول 2020. الأكثر أهمية من هذه الخطة، في المستقبل القريب، هو أن المستشارة الألمانية طالبت القطاع الخاص بتدشين شبكة من خطوط الأنابيب تمر عبر دول الاتحاد الأوروبي، على أن يتم ربط الشبكة بمواني ألمانيا وغيرها من الدول، حيث يتم تسييل الغاز الطبيعي، في خطوة من شأنها تقليل الاعتماد الأوروبي على مصادر الطاقة الروسية، لاسيما في وقت يرى فيه الكاتب أن روسيا لم تعد حليفاً أو صديقاً لأوروبا يمكن الوثوق فيه. مقدمة لحرب النجوم: تحت عنوان "إسقاط الصين قمراً اصطناعياً مقدمة لحرب نجوم"، نشرت "تورنتو ستار" الكندية، أول من أمس الأحد، افتتاحية رأت خلالها أن الخطوة التي أقدم عليها الجيش الصيني، الذي يمر بعملية تحديث سريعة، لم تنجح فقط في ضرب قمر اصطناعي قديم مخصص لرصد الأحوال الجوية، بل نجحت هذه الخطوة أيضاً في توجيه ضربة قاصمة لموقف الرئيس الأميركي المتمثل في أن العالم ليس في حاجة إلى معاهدة لحظر استهداف الأقمار الاصطناعية. الصحيفة رأت أن هذه هي المرة الأولى التي تتمكن فيها الصين من اللحاق بالولايات المتحدة وروسيا من حيث القدرة على تطوير تقنيات صاروخية تطال أهدافاً تبعد عن الأرض بـ800 كيلو متر، لكن إذا كانت الفرحة عارمة لدى الصينيين، فإن ثمة مخاوف تنتاب الكنديين والأميركيين واليابانيين والأستراليين، ذلك لأن هذه الخطوة ستثير توتراً وسباقاً آسيوياً من أجل السيطرة على الفضاء، وذلك بعد 20 عاماً على امتناع واشنطن وموسكو عن تجريب أسلحة فضائية جديدة. وحسب الصحيفة تجدر الإشارة إلى أن الولايات المتحدة تنفق 20 مليار دولار سنوياً على برامج تسليح الفضاء، وتتضمن هذه البرامج إطلاق أقمار للاتصالات والتجسس، من خلالها تتفوق أميركا على بقية دول العالم، لذا تخسر واشنطن تميزها كلما زاد عدد الدول القادرة على تطوير أسلحة مضادة للأقمار الاصطناعية. صحيح أن ثمة "معاهدة الفضاء الخارجي" التي صدرت عام 1967 لحظر نشر أسلحة نووية على سطح أو مدار القمر، لكن هذه المعاهدة لم تفرض حظراً على تجريب أسلحة مضادة للأقمار الاصطناعية. "العراق وخطة بوش الجديدة- القديمة": اختار "جوزيف ناي" هذه العبارة عنواناً لمقاله المنشور يوم أمس الاثنين في "كوريا هيرالد" الكورية الجنوبية، للتعليق على خطة الرئيس بوش الجديدة في العراق. "ناي"، وهو مساعد سابق لوزير الخارجية الأميركية، ومدير سابق لوكالة الأمن القومي، يرى أن بوش يرغب في زيادة القوات الأميركية في كل من بغداد والأنبار أملاً في وضع حد للحرب الأهلية الطائفية المتصاعدة في العراق ومواجهة التمرد السُّني. بوش مهد لهذه الخطة بإزاحة قيادات عسكرية أميركية كــ"جون أبي زيد" و"جورج كيسي"، كونهما شككا في أهمية زيادة عدد القوات، وأزاح أيضاً "زلماي خليل زاد" الذي يُفترض أنه يدخل في مفاوضات هدفها إبرام تسوية سياسية في العراق. "ناي" يرى أن ثمة تساؤلاً يطرح نفسه مؤداه: هل ثمة ما يدعو للاعتقاد بأن خمسة ألوية عسكرية إضافية ستضمن فرض الأمن في بغداد علماً بأن جهوداً سابقة فشلت في فرض الاستقرار بالعاصمة العراقية؟ حسب القيادة الأميركية في العراق ستنهمك هذه القوات أكثر في المناطق الشيعية والسُّنية، على أمل إحلال الهدوء في هذه المناطق خلال أشهر قليلة. لتتمكن القوات الأميركية بعدها من الانسحاب إلى أطراف بغداد ومن ثم تُسلم مهمة الأمن داخل العاصمة إلى القوات العراقية. وحسب "ناي" فإنه إذا كانت الخطة العسكرية الجديدة مجرد خطوة مؤقتة، هدفها التمهيد للسير في اتجاه تطبيق مقترحات تقرير "بيكر- هاملتون" الخاصة بتدريب القوات العراقية والبدء في انسحاب تدريجي، ففي هذه الحالة يمكن اعتبار الخطة فرصة أخيرة لإدارة بوش، لابد وأن تكون مصحوبة بتطبيق نصائح تقرير "بيكر" خاصة ما يتعلق بتحقيق الاستقرار الإقليمي في الشرق الأوسط. "ناي" أكد على ضرورة تدشين مجموعة اتصال تشمل جيران العراق لأن حل المعضلة يتطلب مزيداً من الجهود الدبلوماسية، فالحلول العسكرية وحدها لن تضمن استقرار العراق. استراتيجية قومية للواردات: في مقاله المنشور يوم أمس الاثنين، في "تشينا ديلي" الصينية، رصد "صن ليجيانج" ما أعلنته وزارة التجارة الصينية قبل يومين عن عزمها تبني استراتيجية لزيادة الواردات الصينية من أجل تهدئة مخاوف العالم من تنامي فائض ميزان التجارة الصيني. "ليجيانج"، أستاذ المالية بجامعة "فيودان"، يرى أن الواردات، خاصة من السلع ذات القيمة المضافة العالية، تحفز الصناعات الصينية على التطوير. إعداد: طه حسيب