مقال الأستاذ غازي العريضي، وزير الإعلام اللبناني، المنشور يوم أمس السبت في "وجهات نظر"، والمعنون بـ"لبنان والسقوط الإسرائيلي"، يحمل في طياته تنبؤات بسقوط أركان الحكومة الإسرائيلية بعد ما تكشف من أخطاء قاتلة على الصعيدين العسكري والسياسي، جعلت من المشهد السياسي الإسرائيلي ساحة مفتوحة على الأسوأ. "دان حالوتس" سقط، وربما يسقط أولمرت "وبريتس" والبقية تأتي، لأن الحرب الإسرائيلية الفاشلة على لبنان، أصبحت حرباً بالوكالة عن الولايات المتحدة، التي فوضت تل أبيب في تصفية مأمولة أميركياً لـ"حزب الله"، والنتيجة تكتيكات فاشلة، أطالت أمد الحرب، وعقدت أهدافها، لتخرج إسرائيل منها بخفي حُنين. التجربة الإسرائيلية الفاشلة في احتلال الجنوب لم تحل دون تكرار أخطاء الماضي، وترسانة الدولة العبرية فشلت في دحر ميليشيا "حزب الله"، مما يؤكد أن تل أبيب عاجزة عن الدخول في مواجهة عسكرية مفتوحة مع أي من خصومها في المنطقة العربية. ولتدرك الدولة العبرية جيداً، أن زمن الغطرسة العسكرية والسياسية قد ولى بلا رجعة، وأنه لولا الدعم الأميركي لصار بقاء إسرائيل مهدداً. التساؤل الذي يطرح نفسه الآن هو: لماذا لا تتجه تل أبيب نحو السلام، بعدما فشلت في حربها الأخيرة؟ ربما تحاول القيادة الإسرائيلية الانتظار كي يناشدها المجتمع الدولي بالدخول في مفاوضات مع الأطراف العربية، وربما صرفت حكومة أولمرت نظرها عن السلام في ظل التحيز الأميركي السافر؟ سامي الأسيوطي - دبي