قرأت مقال الكاتب محمد الحمادي الذي نشر في هذه الصفحات يوم أمس الخميس 18 يناير 2007، وذلك تحت عنوان: "زيارة رايس... محاولة لترتيب الشرق الأوسط من جديد". وقد لفت انتباهي في التحليل الذي اشتمل عليه المقال أنه ربط زيارة رئيسة الدبلوماسية الأميركية إلى الشرق الأوسط بنقاط التأزم والاحتقان في المنطقة نفسها، ولكنه، فيما أرى، لم يعطِ الدوافع الداخلية الأميركية للتحرك الآن ما تستحقه من تركيز. فإلى جانب حاجة منطقة الشرق الأوسط إلى إعادة ترتيب سواء فيما يتعلق بتهدئة الوضع في العراق، أم العمل على تخفيف حدة الصراع العربي- الإسرائيلي، أم الأزمة اللبنانية، أم غير ذلك من أزمات، إلا أن الإدارة "الجمهورية" الأميركية التي خسرت الأكثرية في الكونجرس وجدت أنها في أمس الحاجة لعمل شيء ما في الشرق الأوسط، ولو حتى بالتظاهر بأنها تبذل جهوداً، لرفع العتب الداخلي عنها، خدمة لمصلحة الحزب "الجمهوري" في انتخابات الرئاسة الأميركية القادمة، التي بدأت حملة الإعداد المبكرة لها من الآن. إذن بقدرما أن المنطقة بحاجة إلى مزيد من الاهتمام من قبل الإدارة الأميركية، لتخفيف حدة التوترات، فإن تلك الإدارة أيضاً في حاجة للعمل بإيجابية وفاعلية وواقعية في منطقتنا خدمة لمصلحة حزبها، وصورته أمام الرأي العام الأميركي المستاء من أداء حكومته في العراق خاصة، والذي أرسل بذلك رسالة واضحة في صناديق الاقتراع، في الانتخابات الأخيرة. عبد الكريم التواتي - الجزائر