كما كنا نقرأ كتاباته الرائعة في هذه الصحيفة، فقد كان مقال الدكتور وحيد عبدالمجيد، لعدد يوم أمس: "إعدام صدام بين المالكي وبوش"، مقالاً رائعاً كذلك. في هذا المقال توقف الدكتور وحيد عند أبرز الاتجاهات العربية الرائجة في تفسير إعدام صدام حسين وتوقيته؛ ليجد ثلاثة اتجاهات رئيسية؛ أولها لا يرى فرقاً بين حكام العراق الحاليين وسادة واشنطن، أما الاتجاهان الآخران فيتهم أحدهما حكام العراق، ويوجه الآخر الاتهام للأميركيين، ويركز من يحمِّلون المسؤولية لحكومة نوري المالكي وأجهزتها على الصراع المذهبي المتصاعد في العراق. أما من يحمِّلون الأميركيين المسؤولية الأولى فيعتقدون أن إدارة بوش أرادت التخلص من صدام قبل أن تقود محاكمته التي كانت باقية إلى كشف ما تريد واشنطن إخفاءه بشأن علاقته مع الولايات المتحدة خلال الفترة التي خاض فيها الحرب مع إيران. وينتقد الكاتب هذه الاتجاهات جميعاً، معتبراً إياها مظهراً لعجز الفكر العربي ونزوعه نحو العمومية والتبسيط، ونفوره من قراءة التفاصيل أو التعمق إلى ما تحت السطح..! لكن المفاجأة هي أننا نجد الاستنتاج التالي في نهاية المقال: توقيت إعدام صدام مسؤولية المالكي وبوش معاً... الأول خضع للنزعة الثأرية العمياء، والثاني أراد أن يأخذ صدام أسرار علاقته مع واشنطن إلى قبره. فأي فرق بين هذا "الاستنتاج" وبين الاستنتاجات الثلاثة "المتسرعة" أعلاه، والتي تناولها الكاتب بكثير من التسفيه والاستخفاف..؟ الحقيقة أنه لا خطأ في تلك الاستنتاجات، بل لا تتعارض فيما بينها، لذلك أمكن للكاتب أن "يركبها" في وجهة نظر واحدة بدت كما لو أنها تمثل جديداً يتجاوز غيرها! سليم محمد- أبوظبي