الصوت الأميركي الذي سمعناه مجلجلاً قبل نحو ثلاثة أعوام من الآن، وهو يطالب بالديمقراطية لشعوب العالم العربي، أصابته الآن بحة بل أصبح أخرس! بدت المطالبة الأميركية آنذاك قدَراً غالباً لا راد له، وقد أصابت الخشية منه كثيراً من الحكومات العربية بالدوار وفقدان التوازن، كما انتشت له قطاعات مجتمعية رأت فيه بداية إعادة اعتبار للأغلبية المهمشة وطلائع مرحلة جديدة من الإصلاح السياسي والتحول نحو النظام الديمقراطي في بلدان طالما عانت من الاستبداد... لكن الأمر لم يكن كذلك على الإطلاق، بل كانت تقديرات الجميع خاطئة... لاسيما بعد أن تحول الصوت المجلجل إلى أنينٍ وجرح نازف، له من مأزقه في العراق ما يشغله. التقدير الوحيد الذي يمكن أن يكون صحيحاً من الناحية الموضوعية وصائباً من الناحية الأخلاقية، هو ألا نعول على الخارج في البناء الوطني للديمقراطية، كعملية تتطور من داخل الذات القومية ومعطيات واقعها بدينامياته الخاصة! محمد شهاب- عجمان