على ما فهمت من مقاله في هذه الصفحة، يوم السبت الماضي، فإن الكاتب الأميركي توماس فريدمان لم يترك من خيار آخر لرئيسه جورج بوش، حين خاطبه قائلاً: "لنخض جميعاً حرب العراق أو لننفض أيدينا منه"! لا وجود لطريق ثالث إذن! هذا ما قرره فريدمان، وهو يعرف حق المعرفة أن دعوته للرئيس كي يطالب جميع الأميركيين بالانخراط في حربه على أرض العراق، لن تكون ذات محل؛ فنتائج استطلاعات الرأي الأخيرة توضح كلها ذلك النفور الذي بلغ مدياته القصوى في أوساط الشعب الأميركي إزاء تلك الحرب، لكن بوش -رغم ذلك- يصر على مواصلتها حتى وإن بقي وحيداً! الأغرب من ذلك، أن فريدمان الذي طالما كتب مقالاته "المذهبة" في الإشادة بمشروع الغزو الأميركي للعراق وتغيير وجه المنطقة، يعترف في مقاله المذكور بأنه لم يعد ثمة مخرج أميركي في العراق، سوى بالضغط على القوى والأطراف العراقية كي تصل إلى توافق ينهي حمام الدم هناك، عبر التلويح بانسحاب القوات الأجنبية في أجل محدد إذا لم تتفق تلك القوى! فما أضيقه من مخرج إذن! الآراء التي على هذه الشاكلة، تكشف خطأ التشخيص الأميركي لواقع الحال العراقي وأسباب تأزمه؛ إذ لم تستطع واشنطن إلى الآن أن تدرك حقيقة أن وجودها في العراق هو لب الأزمة ولا يصح بحال من الأحوال أن يكون حلاً! هكذا إذن في نهاية المطاف، لا يختلف فريدمان عن بوش إلا في شيء واحد؛ هو أن الأول يقول مباشرة: فشلنا فشلاً ذريعاً في العراق، بينما يتلكأ الثاني متعللاً بخطط أمنية تتبعها خطط أخرى! نادر المؤيد- أبوظبي