الاضطرابات السياسية في الصومال، جاءت في وقت انهمك فيه المجتمع الدولي في متابعة تفاصيل المأزق الأميركي في العراق. الغريب أن ردود الفعل العربية تجاه ما يجري في الصومال، لم تتجاوز مجرد تصريحات فاترة لا تتعامل مع الحدث بصفته مؤشراً على انفلات الأمور في إحدى الدول العربية. الخطر يكمن الآن في أن يهدد التدخل الإثيوبي الهوية العربية للصومال، خاصة في ظل السياسة الأميركية الراهنة التي تهدف إلى نشر قوات حفظ سلام أفريقية في الصومال. المجتمع الدولي يجب أن يدرك جيداً أن الصومال بلد عربي، وأن الهوية العربية للصومال تدفع في اتجاه دور ما للجامعة العربية، بصفتها منظمة إقليمية معنية بحل النزاعات التي تنشب في المنطقة. صحيح أن عالم القرن الحادي والعشرين لا وقت أو بالأحرى دور فيه للمنظمات الإقليمية، لاسيما في ظل الهيمنة الأميركية على القرار الدولي، لكن يمكن احتواء الاضطرابات الراهنة في الصومال عبر مؤتمرات ولقاءات تحت عباءة الجامعة العربية، أو على الأقل في إطار متعدد الأطراف يشمل الدول العربية خاصة الواقعة في أفريقيا. والسؤال الذي يطرح نفسه الآن: متى يحل العرب قضاياهم قبل أن يطالها سيف التدويل. أيمن عزالدين - دبي