تحت عنوان: "إسرائيل وبوادر الانقسام بين الساسة والعسكر" نشرت صفحات "وجهات نظر" يوم الاثنين الماضي تقريراً للكاتب ستيفن إيرلانجر، وقد تتبع فيه بعض مظاهر اختلاف الآراء والمواقف بين العسكر والساسة في دولة الاحتلال الإسرائيلي. وضمن تعقيبي على هذا المقال أود التنبيه إلى أن هذه لعبة سخيفة نعرفها منذ زمن بعيد. فكل ما هنالك من اختلاف في الآراء في إسرائيل سواء بين العسكر والساسة، أو بين الأحزاب الإسرائيلية المختلفة، أو حتى بين غلاة المستوطنين وما يسمى بـ"حركات السلام" هو "تقاسم أدوار"، وخداع، وذر للرماد في العيون. أما في العمق فالجميع متفقون على الاحتلال والعدوان، ويؤمنون بنفس العقيدة الاستيطانية التي تريد اغتصاب المزيد من أراضي شعبنا الفلسطيني، وتشريد أهلنا، وإقامة دولة إسرائيل الكبرى الممتدة من النيل إلى الفرات. هذا كل ما هنالك، وأما الاختلاف في المواقف والجدال السياسي العلني، وذهاب حكومات ومجيء أخرى، فيبقى كل ذلك تمثيل على عيون المجتمع الدولي، وخداع له. الإسرائيليون للأسف كلهم متفقون على ضرورة استمرار احتلالهم لأرضنا. ولا يوجد في هذه النقطة بالذات متطرفون ومعتدلون، فالكل متطرفون حتى النخاع. توفيق أبو لبيدة - غزة