جوانب سلبية في قصة النجاح الصينية... واليابان غير مستعدة لاستقبال لاجئي كوريا الشمالية النفط يلخص أسباب الحرب الأميركية على العراق، والتفاوتات بين الريف والحضر تشوه النجاح الاقتصادي للصين، وفي حال انهيار نظام بيونج يانج أو اندلاع مواجهات عسكرية في شبه الجزيرة الكورية، لن تكون اليابان مستعدة لاستقبال آلاف النازحين من كوريا الشمالية، وفي كوريا الجنوبية دعوة لحرمان مؤسسات المجتمع المدني المتورطة في العنف من التمويل الحكومي... موضوعات نعرض لها ضمن قراءة سريعة في الصحافة الدولية. "بلد مُخرب": هكذا عنونت "تايمز أوف إنديا" الهندية افتتاحيتها يوم الأحد الماضي، لترصد مدى تدهور الأوضاع في العراق من واقع تقارير البرنامج الإنمائي للأمم المتحدة. الصحيفة أشارت إلى أنه غالباً ما يعتقد كثيرون أن العراق خاض حربين خلال السنوات الماضية أولاهما عام 1991 وثانيتهما في 2003، لكن ما جرى طوال الأعوام الخمسة عشر الماضية هو حرب واحدة تمثلت في الحصار الاقتصادي المدعوم بالمراقبة الجوية والغارات المتتالية. العراق شهد تراجعاً خطيراً في مؤشرات التنمية البشرية التي تشمل مستوى الرعاية الصحية والتعليم ومستوى المعيشة ومدى توفر عناصر الحياة الأساسية، فبعد أن كان ترتيبه 50 في تقارير التنمية البشرية الصادرة عن البرنامج الإنمائي للأمم المتحدة لعام 1990، تراجع ليحتل المرتبة رقم 126 في التقرير لعام 2002. الصحيفة تساءلت لماذا الحرب والحصار؟ من المخزي ألا تعثر الولايات المتحدة على أسلحة الدمار الشامل في العراق، ما يعني أن هدف الحرب الأميركية على العراق هو النفط، فلدى بلاد الرافدين 115 مليار برميل، أي ثالث أكبر احتياطي نفطي في العالم بعد السعودية وإيران، ومن ثم السيطرة على آبار النفط العراقية أشبه بـ"كأس مقدس" تطمح جميع شركات النفط وحلفاؤها في الحكومات إلى الحصول عليها. سلبيات وإيجابيات التجربة الصينية: خصص"لين يوفي" مقاله المنشور يوم أمس الاثنين، في"ذي تشينا ديلي" الصينية لعرض الجوانب السلبية في تجربة النمو الصينية. الكاتب، وهو مدير "مركز الصين للبحوث الاقتصادية" بجامعة "بيكينج"، يرى أنه رغم الأرقام المذهلة عن نمو الاقتصاد الصيني، لا يزال البعض يجهل بيانات سلبية تشي بتنامي الفجوة بين المدن الصينية والمناطق الريفية، أو افتقار المشروعات الصغيرة في مدن الصين وريفها إلى الخدمات المالية. "يوفي" أشار إلى أن مشكلة التفاوت في الدخول بين الصينيين تفاقمت خلال السنوات الأخيرة، ففي عام 1978 كان متوسط دخل الفرد في المناطق الحضرية يزيد على نظيره في المناطق الريفية بمرتين ونصف، أما في عام 2005، فقد تجاوزت هذه الزيادة ثلاثة أضعاف. ناهيك عن أن المناطق الريفية لا تستطيع تغطية الخدمات الصحية لكبار السن. وكثير من الصينيين المقيمين في تلك المناطق غير قادرين على توفير الخدمات التعليمية والصحية لأبنائهم، ولا يستطيعون اختيار فرصة العمل المناسبة لهم، حيث لا يستطيعون رفض العمل في المهن الخطيرة. لكن رغم هذه السلبيات، ثمة جوانب إيجابية عدة للنمو الاقتصادي في الصين، منها: أن تجارة الصين الخارجية تحقق معدل نمو سنوياً يصل إلى 17%، ليصبح العملاق الآسيوي أكبر قوة تجارية في العالم. وبين عامي 1979 و2005، حقق الاقتصاد الصيني معدل نمو سنوياً قدره 9.6ً%، وهو الأعلى في العالم خلال هذه الفترة. الصين انتشلت خلال الفترة ذاتها ما يزيد على 200 مليون نسمة من وطأة الفقر. "نظام عالمي متغير": هكذا عنونت "ذي أيج" الأسترالية افتتاحيتها يوم الجمعة الماضي، لتصل إلى قناعة مفادها أن التطورات العالمية الراهنة أجبرت الولايات المتحدة وحلفاءها على إعادة التفكير، أو بالأحرى مراجعة رؤاهم تجاه عالم القرن الحادي والعشرين، وذلك بعد ست سنوات فقط من بدايته. على سبيل المثال، مع اقتراب ذكرى مرور أربع سنوات على الغزو الأميركي للعراق، ارتفعت حصيلة القتلى في صفوف القوات الأميركية لتتجاوز ثلاثة آلاف جندي، وبالنسبة للمدنيين العراقيين، فإن المتوسط الشهري لقتلاهم يصل إلى 3000 فرد. وأصبح بقاء القوات الأميركية في العراق أو انسحابها له نفس الآثار والتداعيات، لذا يبدو أن كثيراً من الأميركيين يجدون أن بلادهم من الأفضل أن تهتم بشؤونها الداخلية وتعطي ظهرها للعالم، وهو الشعور ذاته الذي انتاب كثيراً منهم إبان حرب فيتنام. "دعم العنف": هكذا عنونت "كوريا هيرالد" الكورية الجنوبية افتتاحيتها، يوم الأحد الماضي مشيرة إلى أن سيئول خصصت هذا العام 10 مليارات "وون" لدعم المنظمات غير الحكومية. وخلافاً لما كان متبعاً في الماضي، ستدقق السلطات الكورية الجنوبية في النشاطات السابقة للمنظمات غير الحكومية كي تحدد ما إذا كانت تستحق الدعم المالي أم لا. هذه الخطوة تأتي بعد توصية تقدم بها برلمانيون كوريون جنوبيون تتمثل في حظر تقديم الدعم للمنظمات غير الحكومية التي انتهجت سلوكاً عنيفاً أثناء التظاهرات. وحسب الصحيفة، فإنه بغض النظر عن مدى التزام الحكومة الكورية الجنوبية بهذه التوصية، فإنه يجب حرمان المنظمات غير الحكومية المتورطة في ارتكاب أعمال عنف من الدعم الحكومي، خاصة التي شاركت في تظاهرات مناوئة لاتفاقية التجارة الحرة المزمع إبرامها بين كوريا الجنوبية والولايات المتحدة. لكن إذا واصلت الحكومة دعمها لهذه المنظمات، فإنها تصبح في مرمى اتهامات مفادها أنها تدعم العنف. وبما أن كوريا الجنوبية قد شقت طريقها الديمقراطي قبل عقدين، فإن الوقت قد حان كي تدين منظمات المجتمع المدني اللجوء إلى العنف إلى الأبد. مشكلة تفوق طاقة اليابان: تحت عنوان "اليابان غير قادرة على مواجهة تدفقات نازحي كوريا الشمالية"، نشرت "أساهي تشمبيون" اليابانية تقريراً لـ"يوشيهرو ماكينو"، يلفت الانتباه إلى أن حالة التوتر العسكري في شبه الجزيرة الكورية قد تسفر عن موجة من اللاجئين قد تصل إلى 100 ألف كوري شمالي، وربما يصل العدد إلى 150 ألف كوري شمالي، وهو ما يفوق، حسب تقديرات رسمية، قدرات اليابان. وبما أن طوكيو غير مستعدة للتعامل مع هذه الكثافة العددية، فإنها تدرس الآن خطط طوارئ لمواجهة هكذا سيناريو، لاسيما وأن اليابان ليس لديها الآن سوى إمكانيات تكفي لاستيعاب عشرات الآلاف فقط من لاجئي كوريا الشمالية. أما كوريا الجنوبية، فتتوقع تدفقاً للاجئين الكوريين الشماليين، يتراوح ما بين 2 إلى 4 ملايين نسمة. وعلى صعيد آخر تسعى الولايات المتحدة لتحديد عدد متوقع للنازحين الكوريين الشماليين في حال انهيار نظام بيونج يانج سواء بوفاة كيم يونج إيل أو بسبب كارثة مروعة أو نتيجة عصيان مدني واسع النطاق. إعداد: طه حسيب