قرأت المقال القيم الذي كتبه الدكتور عبدالوهاب المسيري في هذه الصفحات يوم السبت الماضي وعنوانه: "وفاة الدولة اليهودية"، وقد جاء فيه عرض واسع للحقائق، على لسان كُتاب وسياسيين إسرائيليين لحقيقة أكدوا أن مصير إسرائيل الفناء. وفي الوقت الذي شهد فيه شهود من أهلها على هذه الحقيقة وقرروها، أود كقارئ أن أضيف ضمن تعقيبي السريع هذا محاولة تفسير موجزة لحتمية نهاية الدولة الصهيونية، اليوم أو غداً أو حتى بعد غد. إن التاريخ يعلمنا أن دولة ما لا يمكن أن توجد وتستمر في محيط جغرافي وتاريخي وثقافي ينبذها ويرفضها. فقد انتهت دولة البيض العنصريين في جنوب أفريقيا، وعادت السيادة على الأرض إلى أصحابها الأفارقة الذين هم أهل البلاد الأصليون. وانتهت دول الغزاة الأوروبيين في فلسطين وبلاد الشام، المعروفة بدول الفرنجة، بعد انتهاء الحروب الصليبية، رغم أن بعض تلك الدول الاستيطانية دام لمدة قرنين كاملين. وانتهى مشروع دولة أبرهة الحبشي في اليمن. والأمثلة كثيرة. والسبب في كل هذه الحالات هو أن المحيط الإقليمي رفض قيام كيان دخيل في وسطه. كما أن مقاومة الشعوب الساعية لاستعادة حقوقها المسلوبة، انتهت في جميع هذه الحالات، وفي حالات أخرى كثيرة، إلى انتصار أصحاب الحق، ورحيل المستوطنين الدخلاء. ونهاية المشروع الاستيطاني الفرنسي في الجزائر، مجرد مثال على صحة هذا الكلام. ومهما طال الزمن أو قصر فإن الكيان الاستيطاني الإسرائيلي في فلسطين سينقرض. إن لم يكن لأسباب خارجية ذات صلة بالمقاومة، فعلى الأقل لأسباب داخلية، نتيجة تناقض مصالح المجموعات الاستيطانية الصهيونية المختلفة. منصور زيدان - دبي