الدور العالمي للصين.. ومؤشرات على تغير الموقف التركي! تزايد دور الصين على الساحة العالمية، وآليات مالية دولية لـ"التكيف" مع تغير المناخ، وبوادر تغير في موقف تركيا من الاتحاد الأوروبي، وتدشين برنامج فضاء كوري جنوبي "طموح"... مواضيع أربعة نعرض لها بإيجاز ضمن قراءة في بعض الصحف الدولية. * "التكيف مع تغير المناخ": خصصت صحيفة "ذا هيندو" الهندية جزءا من افتتاحية عددها ليوم الثلاثاء الماضي للتعليق على نتائج مؤتمر الأمم المتحدة حول تغير المناخ الذي عقد في العاصمة الكينية نيروبي مؤخراً، والذي- تقول الصحيفة- ركز على ما هو أبعد من الهدف الرئيسي متمثلاً في التحكم بانبعاث غازات الكربون والحد منها بحلول منتصف القرن الحالي؛ حيث انكب على بحث التحدي المتمثل في التكيف مع ارتفاع حرارة كوكب الأرض. الصحيفة أشادت بهذا الاختيار قائلة "حسناً فعل المؤتمر حين تناول هذا التحدي وقرر وضع آليات تمويل من شأنها مساعدة البلدان النامية". ومن هذه الآليات- تقول الصحيفة- "صندوق التكيف" الذي أقره بروتوكول كيوتو، و"الصندوق الخاص بتغير المناخ"، مشيرة إلى ضرورة إنشاء هيئات لإدارة هذه الصناديق على المستويات الدولية والوطنية والمحلية، وداعيةً إلى التعجيل بذلك على اعتبار أن "الدلائل العلمية الجديدة حول ارتفاع حرارة الأرض تستوجب التحرك السريع". من ناحية أخرى، دعت الصحيفة إلى إجراء مزيد من الدراسات والبحوث حول تأثير تغير المناخ على إنتاجية المحاصيل، داعيةً إلى إيلاء هذا المجال البحثي الأولوية والاهتمام اللذين يستحقانهما. واعتبرت أنه إذا كانت الهند غير ملزمة، في إطار بروتوكول كيوتو، بخفض حصتها من انبعاث غاز الكربون قبل عام 2012، فإن لديها اليوم فرصة سانحة لتحسين قطاع الطاقة لديها قبل هذا الموعد بكثير، وذلك عبر الاستفادة من "الصندوق الخاص بتغير المناخ" الذي يعرض مساعداته على الدول النامية في ميادين الزراعة، والاقتصاد في الطاقة، والطاقات المتجددة، والتكنولوجيا الجديدة للنقل والصناعة؛ لتخلص إلى أن التكيف بنجاح مع تغير المناخ إنما يتوقف على مدى قدرة السياسات الوطنية على الاستفادة من الآليات الدولية. * "أنظار تركيا تنتقل إلى الشرق": تحت هذا العنوان، نشرت صحيفة "جابان تايمز" اليابانية في عددها ليوم الخميس مقالاً لديفيد هاول، الوزير السابق في الحكومة البريطانية والرئيس السابق للجنة الشؤون الخارجية التابعة لمجلس العموم؛ سلط فيه الضوء على العراقيل والصعوبات التي تعترض جهود انضمام تركيا إلى حظيرة الاتحاد الأوروبي، والتي يرى الكاتب أنها من بين الأسباب التي قد تدفع الأتراك إلى العدول عن فكرة الانضمام الكامل إلى أوروبا والتطلع بدلاً من ذلك إلى اقتصاديات آسيا القوية وسريعة النمو. في هذا السياق، استعرض الكاتب ما اعتبرها عوامل قد تساهم في تغير الموقف التركي من عضوية الاتحاد الأوروبي؛ ومن ذلك قرار بروكسيل تعليق مفاوضات الانضمام مع أنقرة عقاباً لها على إغلاق موانئها في وجه البضائع القادمة من الجزء اليوناني من قبرص، والذي ساهم كثيراً في تغير الموقف العام التركي من طموحاته الأوروبية؛ إضافة إلى انتقال القوة والنفوذ الاقتصاديين، ومعهما النفوذ السياسي، من العالم الغربي إلى قوى آسيوية نامية مثل الهند والصين، في ظل تصاعد الرأسمالية الآسيوية مؤخراً. وعلاوة على ذلك، يقول الكاتب إن تركيا باعتبارها وجهة جذابة للاستثمارات الخارجية، ونظامها المالي المستقر، وموقعها الاستراتيجي الهام بين آسيا وأوروبا، وخلوها من "عدوى التطرف" رغم أنها بلد إسلامي... كلها عوامل تغنيها عن مشقة الدخول في متاهات وتعقيدات استيفاء الشروط الأوروبية. ويخلص الكاتب إلى أن ذلك قد يدفع تركيا إلى تبني نوع من "الواقعية الجديدة" في تعاملها مع ملف ترشحها لعضوية الاتحاد الأوروبي. * "الصين تأخذ مكانا لها على الساحة الدولية": نشرت صحيفة "تشاينا ديلي" الصينية في عددها ليوم الأحد مقالاً لـ"لو ناي كونغ"، تناول فيه تزايد دور الصين على الساحة الدولية والنمو الاقتصادي السريع الذي حققته في السنوات الأخيرة. فبخصوص علاقتها مع العالم الخارجي، يتناول الكاتب حاجة الولايات المتحدة المتزايدة إلى الصين، على الصعيدين الاقتصادي والاستراتيجي، وهو ما أدى إلى تحولٍ في السياسة الأميركية تجاه الصين تجلى في تراجع الانتقادات الأميركية والتي حل محلها "حوارٌ استراتيجي" بين القوتين العالميتين آخر حلقاته اجتماع ديسمبر الماضي ببكين. لكن الكاتب يلفت النظر إلى أن رؤية الصين "عالمية" وتتميز بالتوازن؛ لذلك فهي تطور علاقاتها مع روسيا والاتحاد الأوروبي والهند وأفريقيا. وإلى ذلك، تسعى الصين نحو تحقيق "بيئة دولية أكثر استقراراً وسلاماً"، إذ يشير الكاتب إلى دور الدبلوماسية الصينية في مواجهة الإرهاب العالمي، ومنع الانتشار النووي، وتقليل سباق التسلح بين الدول المجاورة. واختتم الكاتب مقاله بالتشديد على أن سعي الصين إلى لعب دور أكبر في الساحة الدولية، ليس بدافع الهيمنة، لأن الهيمنة "لم تكن في يوم من الأيام هدف بكين"، وإنما هدفها الأول والأخير أن "تجد الفرصة للتركيز على مهمة بناء البلد". * "أول رائد فضاء كوري": بهذا العنوان استهلت صحيفة "ذي كوريا هيرالد" افتتاحيتها ليوم الجمعة، مسلطة الضوء على المساعي التي تبذلها كوريا الجنوبية قصد إرسال أول مواطن من مواطنيها إلى الفضاء الخارجي. وفي هذا الإطار، أثنت الصحيفة على البرنامج الحكومي الطموح لغزو الفضاء والذي يروم حجز مقعد لها إلى جانب الدول المتقدمة في هذا المضمار. وتوضح الصحيفة تفاصيل المشروع بشرحها للطريقة الصارمة التي تم بها اختيار "كوه سان" (30 عاماً)، وزميلته "لي سو-يون" (28 عاماً)، ليصبح أحدهما أول رائد فضاء تفخر به كوريا الجنوبية، ويحققا إنجازاً آخر يضاف إلى إنجازاتها العملية والتكنولوجية. وفي هذا الإطار، توضح الصحيفة أن الحكومة الكورية خصصت 26 مليون "وان" لبرنامج الفضاء الذي دشن في أبريل الماضي، حيث تم اختيار المرشحين من بين 36 ألف مُتقدم بعد خضوعهم لمعايير مشددة في الاختيار. وبعد 14 شهراً من التدريب- تضيف الصحيفة- سيكون بمقدور "كوه سان"، أو زميلته في البرنامج "لي سو-يون" الإنطلاق إلى الفضاء على متن المركبة الفضائية الروسية "سويوز" من كازاخستان. ومن المقرر أن يقضي رائد الفضاء الذي سيقع عليه الاختيار أسبوعاً كاملاً يدور حول الأرض ليرجع بعدها إلى الوطن. وقد أشادت الصحيفة بالخطوة الحكومية، منتقدة الأصوات المشككة في جدوى المشروع، ومعتبرة أن الوقت حان بالنسبة لكوريا الجنوبية كي تقتحم مجال التكنولوجيا الفضائية أسوة بباقي القوى الكبرى. إعداد: محمد وقيف