كشف مقال الدكتور حسن حنفي المعنون: "النزعة الإنسانية بين التغريب وسوء التوظيف" المنشور في هذه الصفحات في يوم السبت الماضي 30/12/2006، حجم انتقائية ولاموضوعية الكثير مما يرفع من شعارات في الغرب كحقوق الإنسان والنزعة الإنسانية، التي يروج لها اليوم العديد من منظمات المجتمع المدني في الغرب، وفي الدول النامية على حد سواء. فمشكلة هذه الشعارات أنها تقوم على نوع من المركزية النموذجية الغربية، وتريد لكل المجتمعات الأخرى أن تتوافق مع تصورات الغرب ومفاهيمه، حتى أكثرها ارتباطاً بخصوصيته الثقافية. ومن المعروف أن في النزعة الإنسانية وحقوق الإنسان في الغرب كثيراً مما هو اسمي فقط، وشعارات جوفاء، لا تقوم على أساس واقعي. فالغرب نفسه الذي أطلق مبادئ الثورتين الفرنسية والأميركية هو من استعمر الشعوب في القرنين الثامن عشر والتاسع عشر، وفي النصف الأول أيضاً من القرن العشرين. والإنسانية تؤخذ في مفاهيم كثير من الأدبيات الغربية على أنها إنسانية الرجل الأبيض، وانتهى هنا كل شيء. ومشكلة كثير من منظماتنا نحن في العالم الثالث العاملة في هذا المجال أنها كالأطرش في الزفة، تتحدث عن شيء لا تفهمه، وتتركه في سياق ثقافي غربي مغاير، دون أن تهتم بخصوصياتنا. عزيز خميس - تونس