آراء متضاربة حول إعدام صدام... وإيجابيات لانضمام رومانيا وبلغاريا إلى الاتحاد الأوروبي إعدام صدام حسين وانضمام رومانيا وبلغاريا إلى الاتحاد الأوروبي... موضوعان حظيا باهتمام كبير في الصحافة البريطانية، وهو ما يتبين في هذه الإطلالة السريعة على الصحافة البريطانية. * "فرصة للتغير بعد رحيل صدام": في افتتاحيتها ليوم الأحد الماضي، والتي تعلق فيها على إعدام الرئيس العراقي السابق صدام حسين ترى "الأوبزيرفر" أن موت صدام لن تكون له سوى تداعيات محدودة على وتيرة العنف التي تمزق العراق، لأن المشاركين في ذلك العنف من كافة ألوان الطيف العراقي يقاتلون من أجل مستقبلهم وليس من أجل طاغية كان يقود نظاماً بائداً. وتشير الصحيفة إلى التصريح الذي أدلى به الرئيس الأميركي جورج بوش عقب إعدام صدام والذي قال فيه إن ذلك الإعدام يعتبر خطوة إلى الأمام على طريق الديمقراطية، وتتساءل عما إذا كان بوش يدرك عندما أدلى بهذا التصريح أن الوصول إلى تلك الديمقراطية يتطلب منه إدخال تغييرات على سياسته في العراق أم لا خصوصاً وأنه يعتبر مسؤولاً بشكل ما عن نزيف الدم اليومي الذي غطى وجه العراق. وتبدي الصحيفة أسفها بسبب ظهور العديد من الأدلة على أن بوش وفريقه سيرفضان العمل بموجب توصيات "بيكر- هاملتون"، التي تدعو إلى تقليص عدد القوات الأميركية وفتح قنوات للحوار مع النظامين السوري والإيراني، وهو ما ترفضه أميركا، على الرغم من أن المنطق يقول إن حل المشكلة العراقية يعتمد على تعاون جميع الأطراف داخل العراق وخارجه سواء الأصدقاء أو الأعداء، وأن توفير هذه الأرضية الآن قد يكون متاحاً بعد رحيل الرجل الذي وضع إعدامه نقطة النهاية في قصة عهد بأكمله. *"الإعدام يتوج صدام بتاج الشهادة": كان هذا هو العنوان الذي اختارته "الديلي تلغراف" لافتتاحيتها المنشورة في عددها الصادر أول من أمس الثلاثاء، والتي تذهب فيها إلى القول إن إعدام صدام الذي كان يجب أن يكون عملاً إجرائياً من أعمال العدالة، يأتي في أعقاب عملية قانونية شاهدها الجميع، تحول إلى عملية إعدام بشعة على أيدي عصابة من الأشقياء. والصحيفة ترى أن ذلك الإعدام الذي كان مقصوداً به التأكيد على أن حقبة صدام قد انتهت، كان له تأثير معاكس لذلك تماماً حيث سمح لديكتاتور معروف بقسوته المُفرطة أن يظهر في صورة الرجل الشجاع الهادئ الأعصاب والرابط الجأش والحريص على المحافظة على كرامته حتى لحظته الأخيرة. وترى الصحيفة أنه على الرغم من أن الإدارة الأميركية أرادت أن تغسل يديها مما حدث، وتقول إنها كانت مضطرة إلى الموافقة على طلب حكومة المالكي، حتى لا تظهره بمظهر الحكومة الضعيفة، فإن ذلك الإعدام سيكون له تأثير بالغ السوء على خطط الإدارة الأميركية الرامية إلى ضخ المزيد من القوات إلى داخل العراق للقضاء على التمرد وتأمين خروج مُشرف لقواتها. كما انتقدت الصحيفة في نهاية افتتاحيتها حكومة المالكي التي أثبت شريط إعدام صدام أنها حكومة طائفية لا تراعي الحساسيات الدينية للطوائف الأخرى، وتتجاهل القانون العراقي الذي ينص على ضرورة التصديق على الحكم من قبل رئيس الجمهورية أو أحد نائبيه ويحظر تنفيذ الإعدام في عيد الأضحى. * "التوسع الذي سيفيد جميع الأوروبيين": تحت هذا العنوان، وفي افتتاحيتها لأول من أمس الثلاثاء، علقت "الإندبندنت" على انضمام رومانيا وبلغاريا للاتحاد الأوروبي، مشيرة إلى أن انضمام هاتين الدولتين يمثل مناسبة تستحق الاحتفال لأنه بانضمامهما أصبحت جميع الدول الأعضاء في حلف وارسو السابق من خارج الاتحاد السوفيتي أعضاء في الاتحاد الأوروبي. والصحيفة ترى أنه على الرغم من أن الانضمام قد قوبل بفرحة طاغية في الدولتين وهو أمر متوقع إلا أنه قوبل بالتوجس في بعض بلدان القارة ومنها بريطانيا التي تنتشر فيها الآن مشاعر التوجس والخوف من الأجانب، وقد ساهمت في تأجيجها بعض الصحف البريطانية، التي لا تني تحذر من أن انضمام أي دولة جديدة من حلف وارسو السابق سيؤدي إلى تدفق طوفان من العمالة على البلاد يشكل ضغطاً على العمال البريطانيين من جهة، ويؤدي إلى زيادة معدلات الجريمة وغيرها من الظواهر السلبية من جهة أخرى. وتدعو الصحيفة إلى تحويل تلك المناسبة إلى حدث تحتفل به الدول الكبيرة في القارة كما تحتفل به الدول المنضمة، لأن ذلك الانضمام سيكون في مصلحة الجميع وسيؤدي إلى زيادة الاستقرار والأمن والرخاء والازدهار الاقتصادي في القارة بأكملها، والتي أصبحت تمتد من سواحل المحيط الأطلسي غرباً إلى البحر الأسود شرقاً. * "تهدئة مخاوفنا": في عدد "الجارديان" الصادر أمس الأربعاء كتب طارق رمضان مقالاً يحذر فيه من مناخ الحساسية الدينية السائد في الوقت الراهن في العديد من الدول الغربية التي يحتدم فيها الآن سجال حول موضوعات مثل "الحجاب الإسلامي"، بل وحول علامة الصليب التي تؤذي شعور الجاليات الإسلامية المقيمة في تلك البلدان، وحول ارتفاع مآذن المساجد الإسلامية في سويسرا والملابس الدينية المستفزة في بلدان مثل هولندا وإنجلترا، بل إن هناك مناقشات محتدمة تدور في كندا والولايات المتحدة في الوقت الراهن حول شجرة الميلاد في الأماكن العامة وعما إذا كانت تمثل استفزازاً لمشاعر غير المسيحيين أم لا. ويرجع الكاتب تلك الحساسيات إلى عملية التعبئة التي تمت في العديد من البلدان الغربية في السنوات الأخيرة والتي أدت إلى انتشار ظاهرة الخوف المرَضي من الإسلام والخشية على التجانس العرقي لتلك البلدان بسبب انتشار جاليات إسلامية كبيرة فيها ما أدى إلى احتدام سجالات حول موضوعات مثل الهوية والتعددية الثقافية وهو ما يدعو إلى بذل جهود عديدة من أجل التغلب على تلك المخاوف والعمل على ترسيخ روح التسامح وتقبل الآخر. ويحذر من أنه إذا لم يتم بذل تلك الجهود، فإن الجميع سيخسرون، وأن الخوف من الرموز الدينية سواء الحجاب الإسلامي وشجرة الميلاد المسيحية لا يدل إلا على شيء واحد، هو فقدان الثقة في النفس وفي الآخرين، وهو ما سيعرض في رأيه المجتمعات الغربية لخطر جسيم يطال منظوماتها الديمقراطية ومناخات الحرية السائدة فيها. إعداد: سعيد كامل