تدخل أزمة دارفور الآن عامها الرابع، والمجتمع الدولي لم يتخذ قراراً حاسماً بشأن هذه المأساة. لكن قبل الانهماك في هذه القضية والانجرار وراء التغطيات الإعلامية الغربية لها، لابد من الإقرار بأن الأزمة داخلية بالأساس، ولا يجب تدويلها على هذا النحو. الضغوط الدولية على حكومة الخرطوم، تثير تساؤلات منها: لماذا كل هذا الاهتمام الأميركي بالأزمة، رغم أن القضية الفلسطينية التي يقترب عمرها الآن من 60 عاماً، لم تحظ بهذه الاهتمام، بل همش الغرب القضية واختزل ساستها معاناة الفلسطينيين في مماحكات أمنية لا طائل من ورائها. صحيح أن أحداً لا يقبل بمعاناة السودانيين في إقليم دارفور، لكن ما أتمناه هو ألا تكون أزمة دارفور أداة لزعزعة استقرار السودان ووضعه في دوامة عدم الاستقرار. الحكومة السودانية تأمل في حل لهذه الأزمة، لكن الضغوط الدولية قد تؤدي إلى نتائج عكسية، ومن الأفضل أن يترك المجتمع الدولي الفرصة للاتحاد الأفريقي، كي يقوم بدوره في تخفيف الأزمة الراهنة في دارفور، ومنعها من الانزلاق إلى مستويات من العنف أشد وأخطر. سر الختم إبراهيم - الخرطوم